في الزمن الجميل أتت الوجدانيات من القصائد وهي تحمل في مجملها الروعة والجمال لكونها تحمل المصداقية وتتسم بأعذب الأحاسيس التي اتصف بها شعراؤها القدامى. في تلك الفترة التي أعتبرها من أجمل الفترات التي مرت بالشعر وجدنا قصائد عذبة تحمل إبداع المرحلة التي تحاكي مكانها ومابه من أحداث وجدانية مربها الشعراء آنذاك فكون الشاعر يحمل الإحساس الصادق فهو بذلك سيبدع بلاشك وهذا بالطبع أظهر لنا قصائد وجدانية مبدعة لازالت حتى وقتنا الحاضر متداولة لدى محبي الشعر. وعلى أن المكان يعتبر شيئاً هاماً عند الشعراء في تلك الفترة إلا أنه يشكل ذكريات سطرتها قصائدهم كانت بمثابة الصورة الحقيقية لما يعانونه في وجدانياتهم الشعرية ولذلك فإن أغلب الرواة في الوقت الحالي نجدهم يستشهدون بقصائد الوجدان وأمكنتها للعديد من أولئك الشعراء الذين تركوا بصماتهم الإبداعية في سماء الشعر. وعلى أن السمة السائدة على أغلب الشعراء في تلك المرحلة القديمة من الشعر هي سمة الغوص في الغزليات والوجدانيات ألا أنهم وفي نفس الوقت لم يغرقوا في تفاصيل المرحلة وهذا يحسب لهم في الجانب الإبداعي لأننا عندما نقرأهم من خلال قصائدهم الوجدانية تلك نجد أنهم لم يبالغوا أو يسرفوا في الوصف على سبيل المثال إلا في حدود ترقى بالذائقة بالرغم من اهتماهم به بشكل كبير بخلاف ما يتبعه بعض الشعراء القلة في إغراق الحبيب بالوصف والتصوير. المكان وهو ذلك الملهم لأغلب الشعراء القدامى اصبح مرتعاً لذكرياتهم وآهاتهم الصادقة فهم الشعراء الغارقون في بحر الغرام الذي طالما أرقتهم أفكاره وطالما أتعبتهم آهاته. أنهم كذلك استطاعوا أن يجعلوا من وجدانياتهم العذبة جماليات وأغنيات تهيم بنا في لذة الحب وذكرى الهيام وذلك هو زمنهم وتلك هي أمكنتهم التي تغنى بها الشعر في زمن الحب. ما اجمل قصائد الوجدان عندما تتكئ على روح الصدق ولذة المشاعر. أخيراً: فيك انحنيت ومات كل الوله فيّ وفيك أنزرع صمتي وفيك المدى بور يبكي سحاب الوجد موت الهوى بي ويسهر على أرض الليل بالهم مقهور