الآثاريون محظوظون بوجود أوعية نشر مختلفة تهتم بالآثار والتاريخ القديم الذي هو جزء من تاريخ بلادنا الغالية، ولكي تفهم أهمية بلادك وقدرتها ومميزاتها يجب عليك أن تفهم تاريخها عبر العصور، فلا يمكنك أن تتعامل مع شيء تجهله، وإن كنت لا تعرف تاريخ بلادك فلا شك أنك تجهلها، وعليه فإن العلاقة بينك وبينها تكون علاقة سطحية، فأكثر الناس حباً للأرض التي هي الوطن الآثاريون والمؤرخون، والآثاري يجمع بين الزمن والمكان أما المؤرخ فهو الذي يهتم بالزمن وأحداثه ويقابله الجغرافي الذي يهتم بالمكان وهؤلاء الثلاثة في ظني هم أكثر حباً للمكان. أعود إلى البداية لأقول إن الآثاريين محظوظون فلديهم من أوعية النشر عدد لا بأس به ساعدهم في إيصال معلوماتهم إلى القريب والبعيد للمتخصص والمهتم، ومن أوعية النشر صحيفة الرياض «صفحة آثار» التي يشرف عليها الزميل الدكتور عبدالعزيز الجارالله والتي تضخ معلومات أسبوعية عن الآثار، ومجلة جامعة الملك سعود قسم الآداب التي يرأس هيئة تحريرها الآثاري الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب والتي تحمل في أول أعدادها مقالات للآثاريين، ومجلة العصور التي تصدر عن دار المريخ والتي كان يرأس تحريرها أحد الآثاريين وهو الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الانصاري، ومجلة دارة الملك عبدالعزيز والتي يرأس تحريرها الدكتور فهد بن عبدالله السماري أمين عام دارة الملك عبدالعزيز، ومجلة ادماتو التي يرأس تحريرها أحد أساتذة الآثار وهو الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري، ومجلة الجمعية السعودية للدراسات التاريخية والتي يرأس تحريرها أحد الآثاريين وهو الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب، ولدينا أطلال التي يرأس تحريرها أحد الآثاريين وهو الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد وهي المجلة التي تعنى بنتائج الأبحاث الميدانية الآثارية التي تنجزها وكالة الآثار والمتاحف. ومن هذه المجلة صدر ثمانية عشر عدداً، آخرها وهو العدد الثامن عشر صدر هذا العام مشتملاً على عدد من الأبحاث، ومقسماً إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول اندرجت فيه تقارير الحفريات الآثارية والتي بلغ عددها ثلاثة؛ الأول منها عن حفرية الأخدود بمنطقة نجران، والثاني عن حفرية ثاج الموسم 1421ه/2001م، أما الثالث فعن حفرية تيماء في منطقة تبوك 1421ه/2000م. واشتمل القسم الثاني على تقارير المسح الأثري وعددها أربعة أولها عن أعمال مسح منطقة المدينةالمنورة 1421ه/2001م، وثانيها عن مسح محافظة الزلفي 1421ه/2000م، وثالثها عن مسح طريق التجارة القديم 1421ه/2001م، ورابعها تقرير مسح مواقع جبه بحائل 1422ه/2002م. وجاء القسم الثالث مشتملاً على دراستين متخصصتين أولهما مسح أثري تم في جنوب غربي المملكة العربية السعودية 1422ه/2002م، أما ثانيهما فهو تقرير عن أعمال المشروع الأثري السعودي الفرنسي (المرحلة الثانية) 1422ه/2002م. ويشارك الآثاريون في مختلف المجلات العلمية المحكمة في المملكة العربية السعودية مثل مجلة عالم الكتب التي تصدر عن دار ثقيف للنشر والتأليف، ومجلة الدرعية التي يصدرها الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، ومجلة عالم المخطوطات والنوادر التي تصدر عن مركز الملك فيصل للأبحاث. وهناك مئات المجلات في العالم العربي والعالم الغربي تهتم بالآثار والتاريخ القديم بشكل مباشر وللآثاريين السعوديين فيها مساهمات.