أدى الإضراب الذي شنه اتحاد عمال الصلب في 9 مصافي ومصانع بتروكيماوية في الولاياتالمتحدةالامريكية مطلع الأسبوع الماضي إلى تطاير أسعار النافثا في آسيا مرتفعة لأكثر من 500 دولار للطن وسط مكاسب قوية في عقود الخام الآجلة، إضافة إلى احتمالات تقلص العرض وارتفاع الطلب الإقليمي. وقد ارتفعت تعاقدات مارس بزيادة 32-33 دولار للطن لتبلغ 511.50-514.50 دولار للطن تكلفة وشحن اليابان مدعمة بتقلص الامدادات من أمريكا. وتشمل المصافي التي تأثرت بالإضراب كل من مصفاة ليوندل باسل في هيوستن، ومصفاة ماراثون جالفستون في تكساس، ومصفاة ماراثون هيوستن، ومصفاة ماراثون في كنتاكي، ومصفاة شل في تكساس، ومصنع شل للبتروكيماويات في تكساس، و3 مصافي لشركة تيسورو في واشنطن وكاليفورنيا. وحققت العقود الآجلة للنفط مكاسب في وقت تجاوزت تعاقدات خام برنت 55 دولار للبرميل تسليم مارس فيما قاربت تعاقدات الخام الأمريكي 50 دولار للبرميل، وقد دعمت الأسعار نتيجة ضعف الدولار وتوقعات الانخفاض في نشاط الحفر بسبب الإضراب وتباطء نمو المعروض. وبالنسبة لسوق النافثا الأسيوية تشير التوقعات إلى تراجع تدفق الحمولات من أوروبا وروسيا وسط انتشار ضعف الأسعار بين الشرق والغرب وقد انخفضت تعاقدات مارس بواقع 22.50 دولار للطن من 25.50 دولار للطن قبل أسبوعين، ومن المتوقع أن تستقبل أسيا حمولات من النافثا طاقتها 800 ألف طن من وراء البحار في النصف الأول من مارس. فيما يتوقع أن يبلغ اجمالي الطاقات لشهر مارس أقل من طاقات فبراير البالغة 1.9 مليون طن وذلك بسبب زيادة استخدام تجزئة النافثا كمادة خام في أوروبا نظرا لميزتها السعرية بالمقارنة بالبروبان. ومن المتوقع ثبات الطلب في أسيا الامر الذي يدفع الأسعار الى مستويات أعلى في التعاقدات الأخيرة. وتشهد الصين سوق نشطة في شراء النافثا نظرا لجدولة مصفاة ضخمة لأعمال صيانة في الربع الثاني والثالث وإضافة لتلبية الطلب المتزايد من الباراكسيلين، حيث يتوقع ضخ طاقة 1.5 مليون طن من الباراكسيلين من مجمع ضخم للبتروكيماويات في الصين في نهاية الربع الأول، فيما رفعت شركة فورموزا للبتروكيماويات معدلات الإنتاج في ثلاثة وحدات تكسير بنسبة 95% في 1 يناير كما هو مخطط لها، وسط تحسن في أسواق صادرات الأوليفينات، فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية للوحدات الثلاث مجتمعة 2.93 مليون طن سنوياً من الإثيلين. وتعود تفاصيل الإضراب حينما شن مسؤولو نقابات عمالية أمريكية إضرابا كبير في تسع مصافي نفط أمريكية، بعد الفشل في التوصل لاتفاق مع كبرى الشركات العاملة في قطاع النفط الأمريكي. ويمثل هذا أول إضراب يشهده قطاع النفط الأمريكي في جميع أنحاء البلاد منذ عام 1980، ويطال منشآت تمثل مجتمعة أكثر من 10 في المئة من قدرة مصافي النفط الأمريكية. وكان اتحاد عمال الصلب المتحدين قد بدأ الإضراب، وذلك لعدم التوصل لاتفاق بعد انتهاء عقود العمال الحالية، رغم وجود خمسة مقترحات لإنهاء الأزمة. ووصف المضربون شركات النفط بأنها جشعة جدا لإجراء تغييرات إيجابية في أماكن العمل، ومازالت تهتم بالمنتجات والأرباح أكثر من صحة وسلامة العمال والمجتمع.