لم يتعرض أي رئيس نادٍ سعودي لما تعرض له الأمير عبدالرحمن بن مساعد خلال الفترتين الماضيتين من انتقاد حاد وربما موجّه، كما لم يشهد أي رئيس نادٍ آخر كمية المديح والتمجيد التي حظي بها في فترات منقطعة من الأعوام السبعة التي وقف من خلالها على رأس الهرم الهلالي، ففترته الرئاسية شهدت أفراحاً وتتويجا بالبطولات وتعاقدات على أعلى مستوى، إلا أن الأعوام الأخيرة شهدت إخفاقات عدة على الصعيد الفريق الأول، وعلى الرغم من سعيه الحثيث والمتواصل إلى إعادة الفريق إلى المنصات إلا أنه لم يوفق في الكثير من القرارات والتي أبعدت «الزعيم» عن المنصات للعام الثاني على التوالي. بعد الغضب الجماهيري الذي لحق الرئيس الهلالي عقب خسارة الفريق نهائي كأس ولي العهد من الأهلي، أعلن الرئيس استقالته عبر «تغريدة» لم تتجاوز ال140 حرفاً، احتفى بها البعض وأصاب البعض الآخر حزن كبير من ذلك القرار المفاجئ والجرئ. التخبط الإداري وشراء اللاعبين المغمورين عجّلا برحيله الجابر كتب آخر الفصول في علاقة الرئيس بالجماهير تنازل «عاشق الهلال» عن الكرسي الساخن وترك خلفه عملاً كبيراً قام به خلال أعوام سبعة لم تكن عجافا كما يحاول البعض تصويرها، إذ أحدث من خلالها نقلة كبيرة على أصعدة عدة، ساهمت في تطور النادي. توج الهلال بسبع بطولات خلال الفترة التي ترأسها الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وهذا المعدل يعتبر كبيراً في قواميس كل الأندية والجماهير، ما عدا جماهير الهلال التي لا تشبع من الذهب ولا الفوز ولا تقبل الانكسار حتى وان كان في مباراة واحدة، وهذا ما جعل العبء كبيراً على رئيس النادي. إدارة الهلال المستقيلة لم تغفل جانب الوفاء، إذ قامت بتكريم نجومها المعتزلين باحتفالات عالمية في استاد الملك فهد، أحضرت من خلالها أكبر فرق «القارة العجوز»، جاعلةً أساطيرها ينهون مسيرتهم مرفوعي الرأس، فضلاً عن المبالغ التي حصلوا عليها من الاحتفالات الكبرى، في الوقت الذي يشتكي فيه معتزلو الأندية الأخرى من تجاهل أنديتهم وعدم تكريمهم، فضلاً عن الذين تركوا أنديتهم دون استلام حقوقهم ومرتباتهم. ولن ينسى الهلاليون ثورة الاستثمار التي قادها الأمير عبدالرحمن بن مساعد، والتي جعلت مداخيل النادي تتجاوز حاجز ال140 مليون ريال سنوياً، وتزداد سنوياً. الرئيس الهلالي السابق لم تخل فترته من الأخطاء بل بدأت الأخطاء منذ اختياره مجلس إدارة ليس فيهم من عمل سابقاً في مجال الرياضة سوى قائد الهلال الأسبق سامي الجابر، إضافةً إلى تخبطه في التعاقد مع المدربين منذ رحيل البلجيكي ايريك غيريتس بطريقة لم تكن لائقة بالهلال ولا جماهيره ولا اسمه. لكن أكبر صدام في تاريخ «الأزرق العريق» كان بين الأمير عبدالرحمن بن مساعد وجماهير الفريق، بعد إقالة المدرب الوطني سامي الجابر في أعقاب الاجتماع السباعي في منزل عضو الشرف الأمير نواف بن سعد، والذي رأت الجماهير «الزرقاء» أنه قرار مجحف في حق أسطورة الكرة السعودية وابن الهلال، لأن البطولات في ذلك العام ذهبت للغريم التقليدي بسبب الأخطاء التحكيمية التي كانت تصب في مصلحة النصر وتضر بالفريق كثيراً. ومن الأخطاء التي تضاف لفترة رئاسته التعاقد مع بعض اللاعبين الذين لا يرتقون للطموح الهلالي، مثل سلمان الخالدي ويحيى المسلم وفيصل الجمعان ووليد الجيزاني ويحيى كعبي، إضافة إلى تعامله بلين مع اللاعبين غير المنضبطين. رئيس الهلال قدم كل ما يملكه وضحى بالوقت والمال والصحة، في سبيل إرضاء جماهير الهلال النهمة للألقاب والبطولات، لكن فترة رئاسته لا تعتبر سيئة نظراً لعدد البطولات التي توج بها الفريق خلال فتره الرئاسية، والمكاسب الكبيرة التي حققها الفريق بوجوده.