ذكرت السلطات الاوكرانية والانفصاليون في ارقام اولى ان ثمانية عسكريين اوكرانيين وثلاثة مدنيين قتلوا خلال 24 ساعة في شرق اوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا على الرغم من اتفاق السلام الجديد الذي ابرم في مينسك الخميس. وقال الناطق العسكري الاوكراني فلاديسلاف سيليزنيف في لقاء مع صحافيين ان "اوكرانيا خسرت ثمانية عسكريين في عمليات قصف ومعارك وجرح 34 آخرون". واكد ان الوضع "صعب" حول ديبالتسيفي التي تشكل عقدة استراتيجية بين عاصمتي المنطقتين الانفصاليتين دونيتسك ولوغانسك حيث يطوق المتمردون القوات الاوكرانية. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح ان الانفصاليين يريدون ان تسلم هذه القوات الاوكرانية اسلحتها مشيرا الى ان ما بين ستة آلاف وثمانية آلاف جندي محاصرون. ويرى محللون ان الانفصاليين المدعومين من القوات الروسية سيحاولون استعادة ديبالتسيفي قبل منتصف ليل الاحد موعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ. وقتل خمسة مدنيين وجرح خمسة آخرون في عمليات القصف التي استؤنفت على لوغانسك عاصمة احدى المنطقتين الانفصاليتين في شرق اوكرانيا، حسبما ذكرت البلدية. وفي دونيتسك عاصمة المتمردين، ذكر صحافي ان الليلة الماضية كانت اكثر هدوءا من العادة لكن اطلاق النار استؤنف حوالى الساعة السادسة صباحا بقاذفات صواريخ متعددة الرؤوس غراد وعشرات القذائف المدفعية التي جاءت من الطرفين. الى ذلك قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريحات نقلتها صحيفة روسية امس ان روسيا كانت ترغب في وقف "فوري" لاطلاق النار وليس في 15فبراير كما تقرر تحت ضغط الانفصاليين في قمة مينسك الخميس. وصرح بيسكوف ان موسكو "كانت تؤيد وقفا فوريا لاطلاق النار"، لكن المتمردين الانفصاليين الذين يقاتلون كييف في شرق اوكرانيا منذ عشرة اشهر اكدوا انه سيكون من الصعب "تنفيذ وقف فعلي لاطلاق النار" قبل الاحد، على حد قوله. واضاف الناطق باسم الكرملين ان الانفصاليين "عبروا عن مطالبهم التي يجب الاصغاء اليها". وتابع ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بذل خلال قمة مينسك "جهدا كبيرا لاقناع المتمردين بتوقيع الوثيقة". وتتضمن هذه الوثيقة التي وقعها الخميس موفدون من كييف والمتمردون الموالون لروسيا نقاطا وردت في "البروتوكول" السابق الموقع في الخامس من سبتمبر في مينسك وتم توضيحها في مذكرة في 19سبتمبر، لكنها لم تؤد الى سلام دائم. وتنص الوثيقة الجديدة على توسيع المنطقة العازلة التي ينبغي سحب الاسلحة الثقيلة منها وتشدد على ضرورة مراقبة الحدود من قبل قوات كييف ومراجعة الدستور الاوكراني. في المانيا أعرب مفوض الحكومة الألمانية للشؤون الروسية جيرنوت إرلر عن اعتقاده بأن فرص نجاح الهدنة في شرق أوكرانيا غير مؤكدة. وقال إرلر في تصريحات لإذاعة بافاريا امس إن هناك خطرا في أن تسعى قوات الحكومة الأوكرانية والانفصاليون الموالون لروسيا إلى إلحاق خسائر لدى الطرف الآخر حتى بداية وقف إطلاق النار المقرر تنفيذه مساء اليوم. وذكر إرلر أن غضب الطرفين جراء تلك الخسائر قد يصبح كبيرا لدرجة تؤدي إلى تراجع الاستعداد لتنفيذ وقف إطلاق النار. وفي سياق متصل، ذكر إرلر أن النتائج التي تم إحرازها في قمة مينسك الأخيرة تستحق الإشادة بوجه عام، وقال: "لقد أخرجتنا قليلا من منطق الحرب الذي كان متصدرا خلال الأسابيع الماضية". وأكد إرلر ضرورة إعطاء الأولوية للسياسة مجددا في حل الأزمة الاوكرانية عقب تكهنات بتوريد أسلحة أمريكية للحكومة الأوكرانية الموالية للغرب.