أوشك باحثون في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة على الانتهاء من إعداد معجمين علميين بُدئ العمل عليها قبل سنوات، ويحتل كل منهما أهمية بالغة في بابه، وسم الأول ب (المعجم الميسر لموضوعات القرآن الكريم)، فيما كان عنوان الثاني (معجم كتّاب المصحف الشريف) ووفق تقرير أصدره المجمع عن المعجمين، فإن المعجم الميسر لموضوعات القرآن الكريم، يقوم على حصر الآيات الكريمة، ثم توزيعها على هيئة موضوعات رئيسة، فتوزيع هذه الموضوعات الرئيسة على عناوين فرعية، توزع بعدها هذه العناوين الفرعية على فقرات إلحاقية، مع العناية بالترتيب المعجمي الخاص بالموضوعات لا الألفاظ. وأما الفئات المستفيدة من المعجم فهي فئات متعددة من الباحثين في علوم القرآن والمُراجعين وطلبة العلم، ويضيف هذا المعجم إلى مكتبة الدراسات القرآنية مصنفاً جديداً يتضمن مزيداً من التأمل في مقاصد القرآن الكريم ومعانيه ومعالجته لقضايا الإنسان والمجتمع والرسالة والعقيدة وصفات الله عز وجل وغيرها، كما يضع أمام مُراجعه طائفة من الموضوعات التي يقرب بعضها من بعض من حيث المضمون، فيتكون لديه المزيد من الاستنباط والتحليل للآيات القرآنية ومعانيها. وأعلن المجمع أنه سوف يدفع هذا المعجم للطباعة في آخر عام 1436ه وفق الخطة الموضوعة مع الأمانة العامة. من جانبه يتناول معجم كتّاب المصحف الشريف، تراجم من كَتَب المصحف الشريف بخط يده منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا، سواء أكان ممن اشتهر بحسن الخط وجودته، أم تعاطى كتابته احتساباً لوجه الله، أو إجارة أو احترف الكتابة، فأصبحت له مهنة، ويدخل في ذلك عامة الاتجاهات العلمية من القراء والمحدثين والفقهاء، والأدباء والسلاطين وغيرهم، وما كتب وفق قواعد الرسم العثماني أو كتب بغير تلك القواعد، وما كتب بأي قراءة من القراءات المتواترة. ويتطلع المجمع من العمل إلى إخراج هذا المعجم وفق الخطة والمنهج المرسومين له تحقيق الأهداف التالية: تأكيد أن الإسلام وحضارته مصدر للإبداع في شتى مساراته، إبراز عظمة الدين الإسلامي، وأن من جوانب ذلك استيعاب شعوب العالم وحضاراتهم وصهرها في بوتقة واحدة تعمر الكون بمنهج إلهي يحقق للبشرية سعادة الدارين والأمن والسلام، الوقوف على مظهر من مظاهر الحضارة الإسلامية، ووجه من وجوه الإبداع فيها، إثبات عوار الدعاوى المغرضة حول تاريخ كتابة القرآن الكريم، وضبط المصاحف الشريفة وإتقانها، استنهاض همم المؤسسات الإسلامية المتخصصة، وأفراد الأمة لمواصلة المسيرة وإبقاء هذا التراث حياً متجدداً، إبراز جانب من جهود المسلمين في خدمة كتابهم خلال مراحل التاريخ الإسلامي كله، تيسير الوقوف على تراجم كتاب المصاحف ومعرفة مناهجهم وإبداعاتهم، الإسهام في تقدير كتاب المصحف الشريف وتثمين مواهبهم.