أصبحت النساء المسلمات اللاتي يغطين وجوههن في الأماكن العامة محور جدل في هولندا مجددا. ويمثل «البرقع» (النقاب) في هولندا رمزاً لتضارب ثقافي واسع بين سكان هولندا الاصليين وطائفة إسلامية من المهاجرين يبلغ عددها مليون نسمة. ويرد السياسيون على مشاعر القلق بين سكان هولندا الاصليين بشأن تلك الطائفة وزيادة عددها وجيل الشباب الثاني المتشدد بشكل كبير. وكانت وزيرة الهجرة والاندماج ريتا فيردونك أبلغت البرلمان الاسبوع الماضي أنها ترغب في دراسة إلى أي مدى سيكون حظر ارتداء البرقع ممكنا في مواقف معينة. وأشارت الوزيرة وهي عضو في الحزب الشعبي من أجل الحرية والديمقراطية الليبرالي في ائتلاف يمين الوسط المكون من ثلاثة أحزاب إلى الأمن بوصفه السبب الرئيسي في ذلك. وأقرت فيردونك بأن حظرا شاملا لن يكون ممكنا بموجب القانون الهولندي. ودعا البرلماني جيرت ويلدرز الذي انشق عن الحزب الشعبي من أجل الحرية والديمقراطية الليبرالي العام الماضي فيردونك إلى فرض حظر كامل على ارتداء النقاب. وتابع أنه من غير المقبول للناس أن يغطوا وجوههم ولا يجري التعرف عليهم في الشارع. وردا على فيردونك قالت وزيرة التعليم والثقافة ماريا فان دوهويفين إنها تريد حظراً على ارتداء البرقع في المدارس وفرض الحظر على المدرسين والتلاميذ على حد سواء. وقالت فان دير هويفين الديمقراطية المسيحية إنها تشترك في الرأي مع لجنة المساواة في المعاملة بأن الملابس التي تغطي الوجه «تعرقل الاتصال وتحديد الهوية وتزعزع الأمن في المدرسة». ولكنها أقرت بأنه على حد معرفتها ليس هناك على الاطلاق مشكلة في هذا الصدد في إحدى المدارس الهولندية. وبينما اكتسب الجدل زخما جديدا أعلنت مدينة أوتريخت أنها اتخذت إجراء ضد اثنتين من النساء اللتين كانتا تحصلان على معونات اجتماعية ولكنهما رفضتا خلع البرقع عندما قدمتا طلبات للحصول على وظائف. وقالت متحدثة باسم المدينة الواقعة إلى الجنوب من أمستردام إن أوتريخت أول مدينة هولندية تصدر حكما بشأن القضية. وأضافت أن السيدتين تتوافر لديهما الامكانيات للعمل وأنهما مندمجتين في المجتمع الهولندي ورفضتا ارتداء أغطية رأس بديلة. وفي الواقع فإن النساء اللاتي يغطين وجوههن بالكامل يندر وجودهن في الشوارع بالمدن الهولندية حتى في المناطق التي يشكل فيها المسلمون أغلبية فالحجاب الذي يغطي الشعر ولكن لايغطي الوجه هو الاكثر شيوعا. وقضت المراسلة جوديث فان رويتن من صحيفة الجماينه داجبلاد ثماني ساعات في شوارع أمستردام وهي ترتدي برقعا كان يحتوي على فتحتين فقط للعين. وأثار مظهرها رد فعل على كافة الاصعدة وسألت رشيدة السيدة المسلمة التي باعت لها النقاب «هل ستذهبين إلى إيران». وقالت رشيدة إن «النساء المغربيات لا يرتدين تلك الاشياء».