باتت وسائل التواصل الاجتماعي متنفسا للكثيرين .. لكن هناك من يخلط ما بين الحق والباطل .. ما يجوز وما لا يجوز .. ما يصح تداوله من مواضيع وأخبار وقضايا وما لا يصح .. ومع أهمية هذه الوسائل إلا أن هناك من يسيء استخدامها بشكل مفرط .. لقد أوجدت هذه الوسائل مساحات كبيرة للشهرة لكثيرين ولأسباب عديدة .. هناك من يستحق منهم تلك الشهرة ومن لا يستحقها .. وهناك من يجيد التعامل والتعاطي معها ومن لا يستحق .. وهناك من استغل تلك الوسائل بشكل إيجابي ومن استغلها بشكل سلبي .. حتى أصبحت تضج بالغث والسمين .. لكنها وبالواقع أصبحت مرتعا لضعاف النفوس والمتوترين خاصة أولئك الذين يتخفون خلف أسماء وهمية ويحاولون تعكير المياه الراكدة .. وما نحتاج إليه هو الوعي والتوعية للآثار السلبية التي يخلفها التعامل السيئ معها على كافة الأصعدة سواء ما يضر بالمواطن ذاته أو بالوطن. وبما أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي خلقت نماذج مختلفة للمشاهير الذين أصبحوا قدوة لغيرهم وصاروا يسعون لتقليدهم لتحقيق ما حققوه أو جزء منه ، نجد أن الكثير منهم انتهجوا نهج التسطيح واستغلال مساحات الحرية التي توفرها تلك الوسائل بطرق غير سليمة وغير مقبولة، وأصبحت الساحة تضج بالكثير من النشاز الذي يجب أن تتم معالجته بطرق مختلفة خاصة فيما يخص حقوق الأفراد وما يتعرضون له من تعريض للسمعة وتشهير بطرق مختلفة، وهنا تقع المسؤولية على العديد من الجهات وأهمها الأسرة والمجتمع الذي يجب أن يساهم بشكل فاعل في رفض كل الأصوات الشاذة التي تسعى بشكل أو بآخر لتشويهه. ولو نظرنا إلى استخدامات وسائل التواصل الإجتماعي بين حالنا وواقعنا العربي، وبين مجتمعات أخرى سنجد أن فكرة استخدام تلك الوسائل مختلفة تماما .. وأن ما يتم استخدامه لدينا مختلف تماما عن واقع وحقيقة وأهداف وجود تلك الوسائل التي كان الهدف الحقيقي من ورائها التواصل الاجتماعي السليم .. لكننا حرفناها كما حرفنا الكثير من الأمور الأخرى .. وتلك قضية تحتاج إلى الوقوف عندها من قبل متخصصين وخبراء حماية لقيمنا ومجتمعنا وحقوق الأفراد. إن الدراسات تشير إلى أن المجتمعات العربية هي أكثر المجتمعات استخداما لتلك الوسائل والوسائط الإعلامية .. وتنوعت طرق الاستخدام وتعددت مساراتها بكل اتجاه .. وأصبحنا حائرين بين الحقيقة والخزعبلات، وبين الواقع والتلفيق .. وصارت تلك الوسائل مرتعا للإشاعات والأقاويل .. وحكايات التسالي الوردية التي يسعى البعض لأن يروجها باعتبارها واقعا وحقائق .. وهناك للأسف الشديد من يصدقها .. ومن تستهويه .. فيعمل على ترويجها دون أن يتأكد من حقيقتها ومصداقيتها .. والجرح عميق .. والحالة السلبية بازدياد .. نسأل الله العفو والعافية .. ودمتم سالمين.