سيطرت التكنولوجيا على كل شيء.. تتحكم في تفاصيل حياتنا اليومية والشخصية والمهنية.. لا نستطيع الانفكاك عنها أو التخلص منها.. هناك من صار يعتمد على التكنولوجيا في كل شيء حتى في علاقاته الشخصية.. ولا جدال في أن وسائل الاتصال الحديث قللت بشكل كبير ومباشر من التواصل البشري خاصة في المناسبات الاجتماعية التي صرنا نكتفي معها بارسال الرسائل والايميلات للتهنئة أو المشاركة الاجتماعية.. مما أفقد الناس الشعور الانساني الدافئ بالتواصل المباشر والمشاركة الفعالة في الأفراح والاتراح. ليس هذا فحسب.. لقد خضعت التكنولوجيا لرغباتنا وأمزجتنا.. وصرنا نسخرها حسب ما نشتهي.. وهو ما يتضح جليا مع وسائل الاتصال الاجتماعي الشهيرة مثل الفيس بوك والتويتر التي باتت تستخدم بطرق وأساليب خاطئة.. وتسخر لأهداف مختلفة تماما عن أهداف وجودها.. وقد علق أحد الباحثين أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العرب سخروا تلك الأدوات بطريقة خاطئة وإن اعطتهم احيانا نتائج ايجابية. إن الكثير من مستخدمي التكنولوجيا لا يفقهون قوانين وأعراف استخدام تلك الأدوات، أو المسؤوليات اتجاهها.. وأصبح هناك استسهال مبالغ فيه جدا في استخدامها.. وصارت في كثير من الأوقات تلك الوسائل مرتعا خصبا للاشاعات والتشهير وبث الأكاذيب واختلاق القضايا وتسريب المعلومات الخاطئة.. مما خلق ضبابية في مصداقية تلك المعلومات التي تكون مصادرها مثل تلك الوسائل. لكن.. وبلا شك.. هناك ايجابيات كثيرة أخرى لا يمكن تجاهلها للتكنولوجيا وأدواتها.. خاصة وأنها حولت العالم إلى قرية صغيرة مشرعة الأبواب والنوافذ.. قرية بلا قيود ولا حسابات أو محاذير.. وهو أمر له ايجابياته مثلما له سلبياته الكثيرة. كما أن هذه الأدوات غيرت بشكل مباشر في كيفية تفاعل الجماهير مع الأحداث، إذ خلقت سرعة كبيرة في نقل الأخبار وتداولها والتفاعل معها والتعليق عليها.. وساعدت بايجاد مساحة للأغلبية الصامتة للتعبير عن آرائها واعلان مواقفها.. لكنها أيضا ساعدت المندسين وضعاف النفوس للتستر خلف أسماء وهمية وأقنعة زائفة لتمارس طيشها في التعدي والتشهير والاساءة دون رادع.. إنه عالم المتناقضات الذي يحتاج الى التوعية الحقيقية من أجل أن نستوعب كيف من الممكن أن نتعامل معه بايجابية. ولا بد أن ننتبه إلى أننا يجب أن لا نكون أسرى تلك الأدوات في علاقاتنا.. وأننا يجب أن نهتم بالتواصل الاجتماعي المباشر.. الذي يقوي حبل المودة والروابط بين بني البشر.. ودمتم سالمين.