رغم المنغصات التي سببتها الأوضاع المُحيطة ببلادنا ورغم الارتياب بما سيكون عليه الوضع مستقبلاً في عالمنا العربي إلاّ أن مزاج الناس هنا في تعافٍ بل قد يكون في مقياس مرتفع لم يُسجّل منذ أزمان بسبب (حسب اعتقادي) الاطمئنان إلى الوضع العام خصوصاً بعد ذلك الانتقال السلس للحكم وبعد التشكيل الحكومي الجديد لمجلس الوزراء وكذا بالطبع القرارات المُبشّرة التي مست إيجابا معيشة المواطن. لقد وصل المزاج العام في زمنٍ قريب مضى لمرحلة تقترب من اليأس وتحديداً بعد حادثة احتلال الحرم المكي وما تلاها من تبدّل نحو التشدد في الشأن الفكري والثقافي والتعليمي والإعلامي وأحوال عموم المجتمع. (كل شاة معلّقة بكراعها) كانت قاعدة تؤصّل الحرية الشخصية للفرد مع تحمّل تبعات النتائج في الدنيا وفي العلاقة مع الله. ثم حلّ الجراد الأسود في بلادنا يحمل معه مضامين دينية متشددة لم يعهدها بسطاء الناس فآمن (البعض) بها ليس عن قناعة بعد تدبر وتفكير، بل لفراغ الساحة حينها من الفكر المتنوّر فتورم الخبث وبدأ ذلك البعض السطحي يصدّق بروائح المسك (المزعومة) التي تنبعث من جثث من أسموهم بالمجاهدين المنضوين تحت رايات لوردات الحرب وبارونات الهيروين في قندهار وجبال تورا بورا. وبعد أن انتهت اللعبة كان شباب الوطن العائدون من هناك قد أدمنوا رائحة الدم والبارود فلماذا لا (يُعجعج) في سماء الرياض ومكة وحائل وجازان؟ لماذا لا تصبح كل الأراضي دماراً ودماءً وأشلاءَ؟ أليست كلها أرض الله؟ ألم يعد لابسو(العمائم) ساكني الكهوف بخلافة تبدأ من القطب الجنوبي للكرة الأرضية وحتى أصقاع ألاسكا وغنائم تبلّط مساحة المحيط بالذهب! وقد تحقق لهم ذلك جزئياً في إعلان (الخرافة) الإسلامية ودميتها البغدادي لكن حلم الضبعة لم يدم طويلاً فها هي الخرافة تتداعى يقوضها التحالف الدولي ليطهّر الأرض من قذاراتهم وتنفس العالم الصعداء. قلت: أدار الناس في بلادنا ظهورهم لكل هذا وتراصفوا صفوفاً مع قادة بلادهم ثم عاهدوهم على صيانة الأمن والحفاظ على مقدّرات الوطن والدفاع عن أرضه ونبذ كل داعشيّ ممسوس وإخواني خائن وهكذا عمّ التفاؤل وراق المزاج العام. لمراسلة الكاتب: [email protected]