اعلنت اللجنة الأمنية بمحافظة مأرب، شرقي اليمن، امس، رفضها لانقلاب جماعة الحوثي وسيطرتها على السلطة بالقوة. وقالت في بيان لها "إنها عازمة على اتخاذ كافة التدابير والاجراءات الأمنية" التي من شأنها حفظ أمن واستقرار مأرب، بعيداً عن هيمنة الانقلابيين الحوثيين في صنعاء. ووصف بيان صادر عن الاجتماع الموسع للجنة الأمنية والسلطة المحلية بالمحافظة برئاسة محافظ المحافظة "سلطان العرادة"، ما قام به الحوثيون ب "الانقلاب الواضح على الجمهورية والوحدة اليمنية، وعلى شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته خالد بحاح"، مندداً ب"الحصار المفروض عليهما وعلى الوزراء والقادة من قبل المسلحين الحوثيين". وأشاد البيان ب"المواقف الرافضة التي أبدتها الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب"، داعياً إلى "توحيد الجهود والمواقف ضد الانقلابين". وثمّن البيان "موقف دول مجلس التعاون الخليجي، والمواقف الدولية الرافضة للانقلاب الحوثي"، داعياً تلك الدول إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه الوضع في اليمن باعتبارهم رعاة للتسوية السياسية وللفترة الانتقالية. وتكمن أهمية محافظة مأرب، في وجود حقول النفط بها، ومنها يمتد الأنبوب الرئيس لضخ النفط من حقول "صافر" بالمحافظة، إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر غربي البلاد، كما يوجد بها أنبوب لنقل الغاز المسال إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة جنوبي اليمن، إضافة إلى وجود محطة مأرب الغازية التي تمد العاصمة صنعاء وعدة مدن يمنية بالطاقة الكهربائية. وكانت مصادر عسكرية كشفت ل"الرياض" أن جماعة الحوثي تضغط في وضع خطة عسكرية لإعلان الحرب في محافظة مأرب من قبل الجيش اليمني. وأكدت المصادر أن اجتماعات مكثفة تعقدها الجماعة مع اعضاء اللجنة العسكرية التي شكلتها بعد اعلانها الدستوري من أجل اتخاذ قرار خوض الجيش حرباً في محافظة مأرب تحت ذريعة مكافحة الارهاب. وفيما تواصل جماعة الحوثي تحركها لتشكيل المجلس الوطني الانتقالي تواصلت التظاهرات المنددة بالجماعة وانقلابها، اذ شهدت تعز امس ولليوم الثالث على التوالي تظاهرات منددة بالانقلاب ومطالبة المحافظ بقطع العلاقة مع صنعاء أسوة بالمحافظات الاخرى، وسرعة إعلان إقليم الجند الذي يشمل تعز وإب. هذا فيما اقتحم مسلحون حوثيون أمس مكتب الرئاسة بالعاصمة صنعاء ونصبوا بالقوة مديراً جديداً للمكتب خلفاً للدكتور أحمد عوض بن مبارك، الذي اختطفه الحوثيون واشترطوا مقابل الإفراج عنه تخليه عن عمله ومغادرته البلاد. وذكرت المصادر إن الحوثيين نصبوا محمود الجنيد بدلاً عن بن مبارك، وأجبروا عدداً من موظفي المكتب، الذي يقبع في التحرير بالقرب من القصر الجمهوري، على مغادرة مكاتبهم وأجبروا الآخرين على بدء التعامل مع الجنيد.