جدد زعيم جماعة الحوثيين المسلحة امس السبت رفض جماعته لدولة فيدرالية مكونة من ستة أقاليم، مهدداً باجتياح محافظة مأرب والسيطرة عليها ومتهماً السلطات اليمنية بغض الطرف عن انشطة القاعدة ودول إقليمية ودولية تدعمها. ودعا عبدالملك الحوثي في خطاب له أمام أنصاره بمدينة صعدة بمناسبة الاحتفالات التي اقيمت مساء امس بمناسبة المولد النبوي الى اليقظة والحذر والتصدي لأية محاولة للانقلاب على ما اسماها "ثورة 21 سبتمبر" وهو يوم اجتياح صنعاء والسيطرة عليها من قبل مسلحيه، ومنها ما قال إنها المحاولة الاخيرة لفرض خيار الفيدرالية من ستة أقاليم والتي اعتبرها انقلاباً على اتفاق السلم والشراكة الموقع بعد اجتياح صنعاء. واتهم بعض الأطراف بالسعي إلى تفتيت البلاد وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية، وإن تقسيم البلاد إلى «كانتونات» سيعزز من تراجع حضور الدولة اليمنية. وعاشت العاصمة اليمنية صنعاء امس السبت حالة من الاستنفار الامني والمروري وقطعت اوصالها بسبب احتفالات الحوثيين بالمولد النبوي الشريف. اذ اوقفت جماعة الحوثيين المسلحة حركة السير في الشوارع الرئيسية بالعاصمة صنعاء، منذ الصباح الباكر استعداداً للاحتفال بذكرى المولد النبوي، وقطعت أطقم مسلحة تابعة للحوثيين ومسلحين يرتدي بعضهم الزي العسكري والآخرون بالزي المدني، ويحملون شعارات جماعة الحوثي، كل الشوارع المؤدية إلى مقر الفرقة الأولى مدرع سابقاً حيث اقيم الاحتفال، فيما كانت مروحيات عسكرية تحلق في سماء العاصمة. وخلال أسابيع مضت وجماعة الحوثيين تجري استعدادات على نطاق واسع للاحتفال بهذا اليوم، وسعت إلى جمع مبالغ مالية طائلة لتغطية نفقات الاحتفال. وزينت شوارع صنعاء بالأعلام الخضراء وشعار جماعة الحوثيين. وهدد زعيم الحوثيين بتحرك انصاره لوقف ما اسماه تسليم محافظة مأرب الى تنظيم القاعدة، حيث تواجه جماعة الحوثي معارضة كبيرة من قبل قبائل مأرب التي ترفض دخول المسلحين الحوثيين اليها. وقال الحوثي في خطابة إن السلطات الرسمية تغض الطرف عن أنشطة تنظيم القاعدة في اليمن، وإنها متورطة في تنفيذ عدد من هجمات التنظيم، متهما سلطات الجيش بأنها ضليعة في تسليم كتيبة عسكرية لعناصر تنظيم انصار الشريعة الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في اشارة الى سيطرة رجال القبائل مساء الخميس على كتيبة عسكرية للجيش كانت قادمة من شبوة الى صنعاء عبر مأرب، خشية تسليمها الى جماعة الحوثي. واضاف «حرصنا على تقدير الحساسيات في مأرب تجاه الوضع الأمني ولم تتدخل اللجان الشعبية، لكن لا الجهات الرسمية ولا القوى السياسية التي لها حساسية هناك تفاعلت مع الامن والاستقرار وتعاملت مع الوضع هناك بتراخ". وفيما يتعلق بالوضع في الجنوب، دعا الحوثي الى سرعة حل القضية الجنوبية والاستحقاقات السياسية والحقوقية المتعلقة بها. وشدد إن جماعته تحمل الجهات الرسمية والقوى السياسية مسؤولية تبعات ما يحدث في مأرب، ودعا الى تطبيق الملحق الأمني لاتفاق السلم والشراكة فيما يتعلق بالوضع في مأرب والجوف والبيضاء. واكد الحوثي على استمرار انصاره بما اسماه مكافحة الفساد وهو ما تتخذه الجماعة مبررا للسيطرة على اجهزة الدولة، وايضا فرض الشراكة لوقف الاستبداد السياسي، وهو ما تتخذه الجماعة وسيلة للسيطرة على وظائف مهمة وحساسة في اجهزة الدولة الامنية والعسكرية والامنية. وبطريقة لينة، خاطب الحوثي ابناء محافظة تعز وحذر من اثارة النعرات الطائفية والمناطقيه، وقال: "تحية اعزاز واحترام لاهل تعز ونحذرهم من الانجرار وراء من يريد تشويه الصورة الحضارية لتعز العز". وكانت مدينة تعز شهدت صباح امس السبت تظاهرة شارك فيها الآلاف ضد جماعة الحوثي ورفضاً لأية محاولات من قبل الجماعة للدخول الى تعز. وانطلق المشاركون في مسيرة من شارع جمال مرورا بشارع 26 سبتمبر وحتى مبنى ادارة الامن ومن ثم الى مبنى المحافظة. وعبر المشاركون في التظاهرة التي حملت شعار "سلاحي قلمي" عن رفضهم لتواجد المليشيات الحوثية او اية مليشيات اخرى في محافظة ومدينة تعز. كما هتفوا ضد العنف والارهاب والطائفية والمناطقية. وعبّر المشاركون في المسيرة عن تأييدهم ودعمهم لموقف السلطة المحلية الرافض لوجود اية جماعات مسلحة في المدينة والرافض لدخول المسلحين الحوثيين الى المدينة، وطالبوها بقيام قوات الامن والجيش بالمهام الامنية، والحفاظ على تعز كحاملة لمشروع التنوير والتحديث. وتتمتع تعز بأهمية استراتيجية كونها بوابة الجنوب ومركزا صناعيا مهما وفيها اكبر تجمع سكاني على مستوى اليمن. وكان ناشطون شباب قاموا قبل يومين بإنزال شعارات جماعة الحوثي من شوارع المدينة وتمزيقها. وتأتي التظاهرة في تعز بعد ان شهدت المدينة لقاءات واجتماعات مكثفة من قبل موالين لجماعة الحوثي في محاولة لتشكيل ما يسميه الحوثيون اللجان الشعبية المسلحة لحفظ الامن.