يتمتع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بفطنة عالية، وثقافة متنوعة وعميقة، وحضور ذهني وذكاء متوهج، وهو رجل دولة من الطراز الأول، وصاحب حنكة قيادية، وقدرات ادارية فذة، وحكمة وفكر نير، ورأي سديد، وهو مدرسة انضباط خاصة. لم يكن -حفظه الله- غريبا أو جديدا على القيادة، فهو صاحب المسئوليات الكبيرة منذ صغره، وهو القريب من صانع القرار، وأمين سر الأسرة الحاكمة، ويتميز بالدقة والتركيز، والذاكرة القوية والربط بين الأحدث فهو عاشق التاريخ ومؤرخ الأسرة. كما يتميز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بفنون الإدارة، وسعة الأفق العلمي، والاطلاع والالمام بمختلف شؤون الدولة والمجتمع، وهو محب الاعلام والاعلاميين، وصديق كافة شرائح المجتمع، وله اتصال مباشر مع الجمهور من خلال مجالسه المعروفة منذ عقود من الزمان. لقد حببته تلك الخصال إلى الناس، وظل قريبا من أنفاسهم كما كان عهد اخوانه من قبل، والكثير من صفاته النادرة ورثها من والده الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - ولديه أفق واسع ورؤية اقتصادية عميقة ونظرة شاملة لمقومات التنمية في البلاد. استهل الملك سلمان عهده الميمون المبشر بالخير بقرارات وأوامر ملكية تاريخية هي الأكبر والأوسع في تاريخ المملكة وهي تنطلق من رؤية شاملة تأخذ البلاد إلى آفاق التطور والنماء والرخاء بإذن الله تعالى، وتشكل في مجملها مشروعا متكاملا للإصلاح الاداري والبناء، ورفع مستوى العمل الاداري على مختلف المستويات، وتفعيل الطاقات وضخ دماء جديدة في شرايين الدولة لتحريك الخبرات وتوظيفها من أجل مستقبل مشرق، وهي خطوات استهلالية تعكس إدراك الملك ودرايته التامة بكل بواطن الأمور ومتطلبات الواقع وضرورات التنمية والبناء. الحزم والعزم وحب العمل والقدرة على التحمل لساعات طويلة تبدأ أول النهار وتنتهي في وقت متأخر من صفات الملك سلمان ويدركها كل من عمل على مقربة منه - حفظه الله - فهو يحب العمل والانجاز، وتحقيق وتشجيع النجاح، ولا يحب الأخطاء والتراخي وتأجيل العمل، وقد اكتسب الكثيرون صفة الانضباط من تجربته التي تمثل مدرسة حياة قائمة بذاتها نهل منها الكثيرون ممن حققوا النجاح في مواقع المسؤولية. المسؤوليات العظيمة والمهام القيادية، لم تمنع الملك سلمان من دوره الاجتماعي والانساني المعهود، فتشهد له الجمعيات الخيرية، لاسيما جمعيات الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، بوقفات إنسانية فيها من الاخلاص والحماس والسخاء ما لا يقل عن دوره في الادارة والقيادة والسياسية والجوانب الأخرى التي تعضد بناء الدولة ونماءها. لم يبدأ دور الملك سلمان بإمارة منطقة الرياض التي تولاها زهاء خمسين عاما، أصبحت خلالها الرياض أسرع مدن العالم نموا، بل هو صاحب رؤية وفكرة منطقة العلوم المعرفية، وله مواقف مشهودة في دعم العلوم والمعرفة والتقنية وفكرة المدن الذكية، ولديه قناعات بأن العلوم والمعرفة هي أساس الاقتصاد والتنمية، وليس فقط الاعتماد على الاستثمار في الجماد، بل العقل هو الأساس، ولم ينته دوره بوزارة الدفاع التي أحدث فيها نقلات تاريخية نوعية، ووضع بصمات راسخة، ولكن العطاء يتوالى ويتنامى يوما بعد يوم، والمؤشرات تبشر بالخير القادم بإذن الله، ويبدو ذلك من خلال الأوامر الملكية التي تستشرف المستقبل وتنمية الوطن، فهو الخبير في صناعة البناء والتأسيس، وهندسة العلاقات الدبلوماسية مع أبرز دول العالم، والخبير في قراءة التوجهات الاقتصادية وغيرها من مقومات صناعة المستقبل لهذا البلد الأمين، خبراته كفيلة بصناعة مستقبل واعد لكل الأجيال، بإذن الله تعالى. نعم هناك آمال كبيرة معقودة على المستقبل الذي ينقل المملكة من كونها بيئة مستهلكة إلى منتجة، بحيث يعزز الاقتصاد بعدد من الجوانب والموارد ارتكازا على العلم ومهارات أبناء الوطن الذين ظلوا يثبتون كفاءتهم وقدراتهم وجدارتهم متى ما أتيحت لهم الفرصة ووجدوا التشجيع والتحفيز. ولعل من أبرز دواعي التفاؤل ما حملته القرارات المباركة من مؤشرات ودلالات تبشر بالخير وما تضمنته من إشراك كفاءات شابة وعقول جديدة بعضها خاض تجربة القطاع الخاص وتعامل مع البيروقراطية، ولديه الكثير الذي يقدمه لتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني، ويجسد إسهام القطاع الخاص في تنفيذ توجهات الدولة وخططها وهذا دليل على إيمان القيادة الرشيدة بدور هذا القطاع وإمكانيات رجاله. كما أن صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد هو عضد خادم الحرمين الشريفين وذراعه اليمنى، ولا شك أن انطلاقه من خبراته السابقة وخلفيته كطيار ماهر فضلا عن قدراته الادارية والأمنية والقيادية وتعامله مع التقنية الحديثة، سيؤدي دورا رئيسيا في تحويل تطلعات المواطن إلى واقع ملموس. ولا شك أن الأمن والاستقرار هو المناخ الأساسي الذي تتحقق من خلاله تلك الطموحات والأهداف والخطط الاستراتيجية، ونحن بفضل الله ننعم بالأمن والاستقرار، وجاء اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليا لولي العهد انطلاقاً من قدراته في هذا المجال، ودوره المشهود في بسط الأمن وقهر الارهاب بتوفيق الله تعالى مما يؤكد إسهامه المستقبلي في البناء وتجسيد التطلعات والطموحات بإذن الله. إن التفاؤل كبير لدى الجميع، والطموحات والآمال عريضة بحجم الوطن الكبير، ولكن لابد أن ندرك حجم التحديات والعمل من أجل التغلب عليها، وأن ذلك لا يتأتى إلا من خلال تضافر الجهود بين كافة أجهزة الدولة، والتناغم بينها، والعمل بروح الفريق، والبعد عن البيروقراطية الادارية، وأن يكون للقطاع الخاص دور أكثر فاعلية في الالتزام بخطط التنمية والإسهام في تحقيق رفاهية المواطن. وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد "حفظهم الله"، وجعل هذا العهد عهدا مباركا تتحقق فيه كل التطلعات وتتجسد كل الطموحات، ونسأله تعالى أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والوفرة والرخاء، في ظل حكومتنا الرشيدة، أيدها الله، إنه ولي ذلك والقادر عليه. *الرئيس التنفيذي لشركة الالكترونيات المتقدمة