تناغمت عدد من العوامل الأساسية في أسواق الطاقة العالمية خلال اليومين الماضيين لتصعد بأسعار النفط إلى مستوى 58 دولاراً للبرميل لخام برنت القياسي في الأسواق الأوروبية ومستوى 52 دولاراً للبرميل لخام وست تكساس في الأسواق الأمريكية مختتمتا أسبوعا من الصعود المتنامي، وسط توقعات بأن تشهد الأسعار تذبذبا كبيرا خلال الأسابيع المقبلة في ظل عدم اليقين من تعافي الأسواق من التخمة التي تعاني منها منذ ستة أشهر، وأدت إلى هذا التهاوي في الأسعار. فقد أفضى تراجع المخزونات الأمريكية بمقدار 100 ألف برميل إلى ارتفاع تداول العقود الأجلة للنفط مع أن هناك تحليلات تشير إلى أن السوق تأثرت بصورة كبيرة بعمليات تحوط جرت بصورة كبيرة في ظل أنباء عن احتمال صعود النفط في المستقبل ما يشكل ما يسمى بحالة " الكونتانجو" والتي تعني أن أسعار النفط المسقبلية ستكون أكثر من الحالية، وبالتالي تنشط عمليات عقود التحوط. كما ساهم هبوط عدد منصات حفر إنتاج النفط وخاصة بالولايات المتحدةالأمريكية بنسبة 24% منذ ديسمبر الماضي ليصل عددها إلى 1456 منصة خلال الأسبوع الماضي في صعود أسعار النفط الأمريكي بنسبة 7%، بيد أن الشركات الأمريكية ما برحت تعول كثيرا على التقنية في الصمود أمام هبوط أسعار النفط والمحافظة على الإنتاج رغم أن عدداً من الشركات العاملة في استثمارات النفط الصخري طفقت تلملم أطرافها استعدادا للرحيل مالم تتحسن الأسعار وتصعد إلى ما فوق 65 دولاراً للبرميل. ومن العوامل التي دفعت الأسعار إلى اتخاذ المسار الصاعد والاستمرار في التنامي خفض الإنفاق على المشاريع البترولية في كثير من الشركات البترولية العالمية تفاديا لأي تأثيرات على سير عملياتها في إنتاج النفط والغاز.