نعرف أن العالم العربي يمر - ومنذ سنوات قريبة التاريخ - بمراحل سيئة للغاية من نماذج الضعف والتراجع الملحوظ عما كانوا عليه في الأمس من تقدّم.. ثم تتوالى مؤثرات الخوف، فنجد أن قسوة الاختلاف بين الماضي والحاضر قد تكاثرت وأصبحت تعني أن أكثرية العالم العربي بعيدة تماماً عما كانت عليه في ماضيها قبل الستين عاماً أو الخمسين من حقائق التطور، حتى إن بعض البلاد.. كمصر مثلاً، وكذا لبنان، وكذا سوريا بنسبة أقل، اقتربوا من التطور الأوروبي.. وبالذات مصر ولبنان ما قبل السبعين.. ثم نجد أن العراق الذي ارتبط بعلاقات أجنبية قديمة أعطته واقع جزالة وجود، لكن ما حدث فيما بعد لم يكن إلا خطوات قاسية في متابعة التراجع نحو الهبوط.. شمال أفريقيا.. أين هو.. من الأمس القريب وكذا أيضاً الأمس البعيد؟.. لا شيء.. إلا استيطان واقع صراعات غير معقولة بعد غياب واقع أفضل في تونس، وبعد مرحلة كنا نرى فيها التراجع وأنها تحولت إلى مجرد ملعب في دولة ليبيا، نعايش الآن قسوة ما هي عليه من واقع ضياع.. ما سبق هو إيجاز سريع لكثير من المعلومات ونوعيات الحكم المتتابعة نحو الأسوأ.. هو معروف دون شك عند الجميع، لكنني أورده لكي أتأمل طبيعة مقارنة بين ذلك الانحدار المتعدد عبر واقع ما وصلت إليه دول عديدة من حقائق هبوط.. مواطننا.. السعودي.. دون شك يعي حقائق لا يستطيع أن ينكرها أحد، أو أيضاً يجهلها أي قروي أتى من قرية أو أعرابي نزح إلى المدن من صحارى متعددة الامتدادات.. واقع الأمس ما قبل سنوات عاش بداياتها من هم الآن في سن تقدم الشيخوخة أعطانا حقائق ما أصبحنا الآن نعيشه من جزالة تخصص علوم، وتعدد ثقافات، وجزالة تنوّع علاقات، وحقائق مكاسب احترام من دول أولى في العالم.. وهو ما لم يحدث الآن في العالم العربي.. بغض النظر عن تأكيد صعوبة قدرات الحياة في العالم العربي، وكذا تعدد منطلق الصراعات من فئات تستغرب كيف توصف إسلامية برزت لكي تؤذي كل واقع عربي إسلامي.. كل واقع معيشي عربي.. تطورات الحكم في بلادنا - عبر ما لا يتجاوز المئة عام - إنما تمت بمنجزات ذاتية خاصة وبراعة تأسيس للملك عبدالعزيز.. عبدالعزيز الذي تكرر في شخصيات أبنائه ما انفردوا به من خصوصيات إصلاح وتطور ونحو مزيد في عصر الملك سلمان - حفظه الله - الذي نجد أنه يمتلئ وعياً وخبرة وحقائق تطوير. إننا أيضاً نحفظ بكثير من التقدير ما كانت عليه سنوات الحكم السابقة لكل منهم انطلقت قدراتهم بعد عصر الملك عبدالعزيز بحثاً عن براعة خلق واقع جديد من واقع فقر لم يكن يوجد في أي بلد عربي.. علينا أن نعي حقائق الواقع الراهن بما نحن فيه من اختلاف تقدم عن كل الآخرين من حولنا، ولنا براعة تنوع في كل ما يخصنا. لمراسلة الكاتب: [email protected]