وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى كييف أمس للبحث في امكانية تزويد القوات الاوكرانية بالاسلحة التي تطالب بها منذ اشهر لمحاربة الانفصاليين في شرق البلاد. وصرح مسؤول كبير في الخارجية الامريكية بأن كيري سيعرب عن دعم واشنطن للجهود الأوكرانية للتوصل الى اتفاق جديد لوقف اطلاق النار. وقال المسؤول للصحفيين "سيسعى لتأييد جهود الاوكرانيين للعودة الى مفاوضات جادة... وسيقدم دعم الولاياتالمتحدة لأي اطار دبلوماسي يمكن ان ينجح في هذا السياق". وقال مسؤولون أمريكيون ان كيري سيعرض مساعدات انسانية اضافية قيمتها 16.4 مليون دولار لمساعدة المدنيين في شرقي اوكرانيا. وتأتي الزيارة بعد مقتل 14 مدنيا وخمسة عسكريين خلال معارك في شرق اوكرانيا في الساعات ال24 الماضية، حسبما اعلنت مصادر من الحكومة ومن الانفصاليين. وتأتي الحصيلة الاخيرة بينما ازدادت حدة المعارك في شرق اوكرانيا في الاسابيع الماضية مما اوقع مئات القتلى من المدنيين. وتتركز المعارك خصوصا حول مدن ديبالتسيف الاستراتيجية حيث يحاول الانفصاليون تطويق القوات الحكومية. من ناحية أخرى، يتوقع أن يحدد وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو) حجم ونطاق ما يعرف باسم قوة "رأس الحربة" التي يتم إعدادها لمواجهة التهديد الروسي على خلفية الأزمة الأوكرانية. وكان ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف الناتو، قد أعلن الأسبوع الماضي :"سيكون هذا التعزيز هو الأكبر لدفاعنا المشترك منذ نهاية الحرب الباردة". وبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وتحركاتها في شرقي أوكرانيا العام الماضي ، اتفق زعماء الناتو في سبتمبر الماضي على إنشاء قوة "رأس الحربة" قوامها نحو 5 آلاف جندي قادرة على التحرك خلال أيام قليلة لطمأنة الحلفاء وردع المعتدين المحتملين. وذكر ستولتنبرج أنه من المتوقع أن يعلن الوزراء المجتمعون في بروكسل عن "حجم وتكوين" قوة رأس الحربة ، مضيفا أنه من المرجح أن تتعهد عدة دول بالمشاركة بقوات في المبادرة. وتدير ألمانيا والنرويج وهولندا بشكل مشترك نسخة مؤقتة من القوة هذا العام ، حيث ساهمت برلين بألفين من إجمالي الخمسة آلاف جندي. وسوف يمضي الحلف قدما أيضا في إنشاء ستة مراكز إقليمية للقيادة والسيطرة ، في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا وبلغاريا. وسوف يعمل في كل من هذه المراكز فريقا من 40 فردا، وتعمل كمراكز استقبال وتنظم تدريبات الناتو وتنسق أي عمليات محتملة في المنطقة . كما يقوم الحلف الآن بتوسيع مقر قيادة رئيسي حالي عالي المستوى، في مدينة شتتن في بولندا . وقال دبلوماسي في الناتو طلب عدم الكشف عن هويته أن "القوة عالية الاستعداد لا تهدف لأي غزو .. إنها قوة دفاع ، لن تقوم بعمليات خارج حلف الأطلسي".