رحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) فجر يوم الجمعة الثالث من ربيع الآخر بعد حياة حافلة بالعطاء والتفاني والإخلاص لوطنه وأمته والعالمين العربي والإسلامي. شرف الرحيل وتواضعه رافق جثمان عبدالله بن عبدالعزيز الطاهر حتى مواراته الثرى فعلى شاشات التلفزة المحلية والعربية والعالمية ظهرت البساطة في مراسم الوادع بدءا من الصلاة عليه وحمل الجثمان والذهاب به إلى مقبرة العود دون تكليف أو بروتوكولات رسمية. رحلت هذه الشخصية الفريدة من نوعها والتي حظيت باحترام عالمي ودولي واسع النطاق وكرس الملك عبدالله حياته في خدمة بلده والإسلام والمسلمين وتعددت مآثره رحمه الله. وعندما ينظر المرء إلى رجل بحجم الملك عبدالله يدرك تمام الإدراك بأن هذه الشخصية العربية والإسلامية والدولية تركت بصمات لا تنسى. فعلى الصعيد المحلي علاوة عن التأييد الشعبي الطاغي من قبل الشعب السعودي الوفي لمليكه نجد مظاهر التطور وشواهد التنمية عمت جميع أرجاء الوطن وستبقى دليلاً ناصعاً في تاريخ عبدالله بن عبدالعزيز الحافل بالانجازات. فاهتم بالتعليم والرقي بالإنسان السعودي وابتعث أبناء الوطن في جميع أصقاع العالم لكي ينهلوا فيما يفيدهم ويعودوا رجالاً أوفياء لوطنهم قادرين على خدمته ونهضته وتطوره. شجع المرأة وأدخلها في مسؤوليات أثبتت فيها جدارتها واستحقاقها لهذه الثقة الملكية الغالية. عمل عبدالله بن عبدالعزيز ومن الساعات الأولى من حكمه الذي امتد من 1426ه - 1436ه على الاهتمام ببلده ورفاهية شعبه فكان هو حبيبهم وملكهم الإنسان المتواضع في جميع شؤون حياته الخاصة والعامة وأعطى لهم الكثير وبذل الغالي والنفيس في سبيل سعادتهم وحتى في أيام مرضه كان أكثر ما يشغل هاجسه ويشتت تفكيره أخبار شعبه ومواطنيه وكان يكثر السؤال عنهم حتى قبيل نومه. لقد أدرك العاهل السعودي الراحل من هذه الدنيا ولكنه لم يرحل من قلوب محبيه ثقل بلده وأهميتها لدى العالم أجمع فهي بلد الحرمين الشريفين وأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وانعكس هذا على زياراته الخارجية لكبرى عواصم الدول في العالم لكي يعرف العالم أجمع من هي المملكة العربية السعودية مملكة الإنسانية ومن هو عبدالله بن عبدالعزيز الملك الصالح صاحب المبادرات والحوار والمصالحات والمشاريع الفريدة من نوعها في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. في عصر يوم الجمعة بكت الأرض عبدالله بن عبدالعزيز بمرارة وحزن الوطن بفراقه حزناً شديداً.. ورافق جثمانه الطاهر الدعوات الصادقة من القلب سائلين الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته.. أخيراً لقد رحل عبدالله بن عبدالعزيز عن الوطن بعد أن أعطاه كل شيء ولكنه طلب شيئاً واحداً سوف يتردد صداه في أرجاء الوطن حتى يرث الله الأرض ومن عليها ألا وهو قوله للشعب السعودي عامة: "يعلم الله أنكم في قلبي و"لاتنسوني من دعائكم".. اللهم أغفر لمليكنا واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله ونقه من الذنوب والخطايا.. اللهم أجعل القرآن أنيسه في قبره والعمل الصالح جليسه وأسكنه الفردوس الأعلى في الجنة يا رب العالمين. "إنا لله وإنا إليه راجعون"