اختتمت، أمس السبت، أشغال المؤتمر العالمي ال12 للندوة العالمية للشباب الإسلامي الذي احتضنته مدينة مراكش المغربية ما بين 29 و31 من يناير بمشاركة 700 عالم وداعية يمثلون 80 دولة. وكانت مداخلة عضو مجلس الشورى السعودي الدكتورة نورة بنت عبدالله بن العدوان قد استأثرت باهتمام الحاضرين في اليوم الأخير. وانتقدت الدكتورة العدوان المواثيق الدولية التي قالت إنها مخالفة للأديان وبالأخص الثقافة الإسلامية. واعتبرت أن "مفهوم حقوق الإنسان هو خلاصة للقيم والمبادئ التي انتهى إليها الفكر الأوروبي في تطوره التاريخي، وتحكمه مرجعية الثقافة الغربية وما انتهت إليه في مراحلها المختلفة من فصل للدين عن الدولة"، مؤكدة أن هذا المفهوم يتعارض مع ثقافات وحضارات الأمم الأخرى لها مفهومها لحقوق الإنسان الذي يتوافق مع خصوصيتها الثقافية والحضارية. ورفضت العدوان إجبار الغرب للشعوب الأخرى على الالتزام بالمواثيق التي أنتجتها ثقافته. ونبهت إلى أن هذه المواثيق تحمل خطرين، يتجلى الأول في اعتماد المرجعية العلمانية في مسألة الحقوق وعدم الاعتراف بما جاء في الأديان، والثاني يتمثل في آلية تطبيق هذه الحقوق من خلال صياغتها في مواثيق واصطباغها بالصبغة التعاقدية وحمايتها بأدوات الشرعية الدولية. وخلصت عضو مجلس الشورى السعودي إلى أنه "ليس هناك نموذج عالمي لحقوق الإنسان يصلح للتطبيق في كل مكان وكل زمان، لأن خصوصية المجتمعات المختلفة تفرض شروطا تجعل من فكرة عالمية مثل حقوق الإنسان غير قابلة للتطبيق". وكان المشاركون في المؤتمر قد حذّروا من خطورة الاضطرابات السياسية والأمنية التي تعيشها مجموعة من دول العالم الإسلامي، وعلى رأسها ليبيا وسورية، داعين إلى وقف الاقتتال والعنف والتكتل لمحاربة الإرهاب. وتركزت المداخلات على ضرورة توفير الظروف الملائمة للشباب في العالم الإسلامي، على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، لقطع الطريق على الجماعات المتطرفة التي تستغل تدهور الأوضاع في هذه الجوانب لاستقطاب الشباب الناقمين عن الأوضاع. وفي هذا الصدد، دعا محمد الإدريسي، رئيس المجلس العلمي لجهة مراكش، إلى مراعاة الشباب وتوفير احتياجاتهم، مشيرا إلى أن "الشباب في كل عصر خلقوا لزمان غير زمان الذين سبقهم"، في حين كانت مداخلة صالح بن سليمان الوهيبي، الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي، قد ركزت على التطورات الكبيرة والهائلة التي عرفها العالم عموما وأثرت بشكل مباشر على أنماط سلوك وتفكير شباب المسلم. ولفت الانتباه، في هذا الإطار، إلى الثورة الإعلامية الهائلة ومدى تأثيرها الكبير على الأنماط السلوكية لدى الشباب. وعبر، من جهة أخرى، عن قلقه من تنامي الفقر في مجموعة من الدول العربية، إلى جانب استفحال الاضطرابات السياسية والأمنية، الشيء الذي "أدى إلى تنامي التطرف والغلو". وأوضح أن الغلو "انتقل لدى الشباب من الفكر إلى العنف، وابتعدوا عن الوسطية، وولّد هذا الفكر موجات مضادة في الغرب، حيث تعرض المسلمون إلى مضايقات مستمرة".