قالها الأب الروحي لأبناء شعبه.. قالها ملك القلوب بصدق الإحساس.. فضربت بعنف روح عقولهم .. ليظل أثرها باقي أبد الدهر.. هذا هو: عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة وخادم الحرمين الشريفين- رحمه الله -.. إنه الانسان الشفاف.. القائد العادل.. الملك الغيور على الأمة الإسلامية.. منه اقتبسنا أجمل معاني الحب والعطاء.. الصبر والتسامح.. الحكمة والإدارة.. العمل والإرادة.. علمنا ما هو الحب الذي هو أسمى معاني الحياة والذي يختزل في خفاياه كينونة الكون.. قال بحواسه أن الحب هو أن تبعث نقاءك الداخلي للآخرين بالعطاء اللامحدود الذي تستشفه بروحك لمن يستحقه، أن تبذل ذاتك فداءً لنصرة الحق، أن تكون وفيًا لمن قدم يده لك، فأنت بالحب تكسب الآخرين، تستشعرهم لتفهمهم وتكون قريب إليهم، هذا هو أن نحب لأجل الحب. أثبت قاعدة العمل ثم القول... فانجازاته تحكي قصص خياله على أرض الواقع.. ليؤكدها بقول صادق نابع من القلب للقلب... وبصفته المعلم لنا يعطينا درساً عمليًا مضمونه إعملوا بإخلاص لتجنوا ثمرته بين أعينكم... أحب العلم فأخلص له وأولى كل الاهتمام له، فبحكمته أدرك أن العلم والمعرفة سينهضان بجيل يدرك ذاته ويحللان واقعه ويصنعان مستقبله. قدر المرأة و أعطاها قيمتها الحقيقية، أسند لها مهام مهمة في بناء الوطن، ووثق فيها و بإمكانياتها، هذا أسهم في سرعة تطور جوانب عديدة في كيان الوطن. ولن تنسى أي امرأة سندها الحقيقي في حياتها، الرجل الذي منحها الحرية المدعمة بالعدل والأمان. بحنكته وفراسته أدرك نعمة الأمان فأرسى قواعد الأمن في وطننا الغالي وامتد حبه لهذه النعمة إلى الوطنين الخليجي والعربي، فبالحكمة والحسم نادى باتحاد الخليج لنكون لحمة واحدة في مواجة تحديات الخارج. كافح من أجل قضية فلسطين والشعوب العربية.. قدم لأجلهم الكثير وما خرج عن سيطرته بكى لأجله.. قلبه الحساس الشفاف الصادق أيقن ألمهم وبعد نظره أدرك خطورة مايحدث.. فهو رجل السلام في العالم.. قدم الكثير والكثير والكثير.. في داخل الوطن وخارجه.. فمن أنت يا ملكنا؟؟ أنت الروح النابضة لجزيرة العرب، أنت من زرع الحب في شعب نسى ماهية الحب، أنت قائدنا الملهم، أنت العظمة التي تجسدت كهيئة مادة بروح انسانية لتدركها الانسانية بشكل مباشر مع حواسها، فأنت ببساطتك وتلقائيتك نقلت رسائل مؤثرة لبشر محيطين بروحك، أنت قائد الأمة. فشكرا يا ملكنا، شكرا يا أبينا، شكرا لمن قال: منكم أستمد قوتي بعد الله.. ونحن نقول لك: منك نستمد نبض الروح بعد الله.. فأنت باقي فينا ولن تنزع روحك من أرواح عاشت معك بشفرات خفية نبضها عبدالله بن عبدالعزيز.. * أستاذ مساعد في الرسم والتصوير كلية التصاميم والفنون بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن