كُلَّ من عرف سمو ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز يرى في شخصية سموه تفرُّداً بالكثير من المزايا التي قد لا تجتمع في شخص واحد، وعلى الرغم من المسؤوليات الجِسام المُلقاة على كاهل سموه في مواقع الوطنية المختلفة، إلاَّ أنَّ القريبين منه يُجمعون على تواضعه وابتسامته التي عُرف بها، وعدا عن ذلك فهو رجل يَتَّسم بالجِديَّة والحزم في كافة المواعيد والأعمال الموكلة إليه من ولي الأمر، مما جعل منه رجل دولة مشهودا له بالكفاءة وقائدا محنكا في المواقف التي تستدعي معالجة متأنية. وعندما تُوفي والده الملك المؤسس -طيب الله ثراه- كان سمو «الأمير مقرن» صغيراً في السن، ولم يمنعه ذلك من أن يتعلَّم الكثير من المواقف القيادية من إخوته، الذين استفادوا من مرافقتهم لوالدهم مؤسس هذه البلاد «الملك عبدالعزيز»- رحمه الله-، ومن يعرفون «الأمير مقرن» يعرفون ثقافته وسعة اطلاعه، فسموه يُعدُّ رجلاً مثقفاً وواسع الاطلاع، كما يملك سموه معرفةً ممتازة بالدول واللغات العالمية؛ الأمر الذي أدهش العديد من السفراء والقناصل ورؤساء البعثات الدبلوماسية. ولي العهد عضد الملك سلمان لخدمة الوطن تجاذبه العمل العسكري والإداري والدبلوماسي خلق لديه خبرة تراكمية ورؤية لإدارة الازمات جعلته محل اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله- ومن بعده هيئة البيعة ليكون أول ولي لولي العهد بالمملكة، وكان قبلها قد عيّن أميراً لمنطقة حائل، وأميراً لمنطقة المدينةالمنورة، كما عيّن رئيسًا للاستخبارات العامة، وعيّن مستشارًا للملك ومبعوثًا خاصًا له، ونائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، وبعد ذلك يتم تعيينه ولياً للعهد.. تلك المناصب خلقت في الأمير شخصية فولاذية، إلاّ أنّها مبتسمة دائماً، حتى في أحلك الظروف. حنكة سياسية جاء ترتيب الأمير مقرن ليكون ال(35) من بين أشقائه، يملك نصف قرن من الخبرة في الدولة، وعرف بأنّه سهل التعامل، حازم، وصارم في اتخاذ القرارات، وذلك لاطلاعه بالقواعد الإدارية، إلى جانب كونه سريع البديهة، حيث أتت تلك المزايا من عصارة ورحيق رفقته لأشقائه، والنهل من مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله-، والملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله-، والقرب منهما طوال السنوات الأخيرة، إذ حظي الأمير مقرن بثقة الملك عبدالله –رحمه الله- وهو الذي كلفه بقيادة الجهود السعودية لحل الصراعات في أفغانستان وباكستان، وأرسله لبناء علاقات مع سورية، على الرغم من حدة الموقف السوري تجاه المملكة العربية السعودية، وذلك بحنكة سياسية مثالية، وقوة عسكرية لا تقهر، وإرادة فولاذية لا تلين. ابتسامة دائمة يستقبل سموه المواطنون بابتسامة طبيعية تسهل عليهم الحديث والتقدم بطلباتهم، وعرف عنه ميوله لعلوم الفلك والرصد الفلكي والقراءة والثقافة، وأبحاث الزراعة، إضافةً إلى اهتماماته باستخدامات التقنية، والحكومة الإلكترونية وتطبيقاتها، وكذلك الشعر العربي، ولديه مكتبة كبيرة بها ما يزيد على (10.000) كتاب، ويرأس عديداً من المجالس والجمعيات المتخصصة، كل ذلك يدل على ما يملكه سموه من دراية واختيار الحل الأنسب بالتوازي مع الاستقبالات التي يقضي فيها ساعات طويلة تمتد لبعد صلاة العشاء لحل بعض القضايا العالقة للمواطنين، واللافت للانتباه هي تلك الصفات القيادية الناجحة والإدارة الحكيمة التي يتميز بها سموه كونه أحد القيادات الوطنية الفذة التي رسمت معالم الإدارة، مقروناً بالدبلوماسية والخبرة العسكرية بالمملكة، رجل ذا حنكه وعقل، ولايخاف في الحق لومة لائم، لايداهن، متوقد للإنجاز، انضباطي بشكل مميز في عمله، ولعل ذلك أهم استراتيجيات النجاح في العمل الإداري الملتصق بهموم المواطنين. ولاشكّ أنّ المناصب التي مر بها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز – حفظه الله- جاءت تتويجياً لما قام به في كل الملفات الموكلة له، ويتطلع المواطنون من سموه الكريم الاستمرار في خدمة هذا الكيان الشامخ المملكة العربية السعودية، جنباً إلى جنب معاضداً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله-، وذلك لم يأت من فراغ، بل تقديراً وتثميناً لمسيرة وعطاء سموه التي استفاد منها في تكوين رؤىً واضحةً ومُتمعِّنة عن أحوال الشعب السعودي، والمجتمع الدولي، إلى جانب المسؤوليات المُناطة بسموه في كل عمل أُوكل إليه، وهذا ما جعل سموه يتمتع بشخصية قيادية صنعتها المواقف المتعددة التي مرّ بها في كافة مراحل حياته العملية بالدولة. الملك عبدالله -رحمه الله- والملك سلمان والأمير مقرن في حديث جانبي الأمير مقرن يفتتح المؤتمر الدولي للصحة الإلكترونية