خيم الحزن العميق على أجواء الوطن وهو يودع قائدا حكيما وزعيما من الزعماء القلائل الذين يشار لهم بالبنان وسجلهم التاريخ في أنصع صفحاته، فقد أعطى لأمته بإخلاص لا نظير له وبرهن بصدق على حبه لأمته ووطنه، رحل الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بعد مشوار عظيم من الجهد والكفاح حقق خلاله للوطن نجاحات كبرى وتفوقا عظيما في كل المسارات، ودع الوطن قائد صالح أحبته كل القلوب فذرفت عليه الدموع وأمطرت عليه كل المآقي حزنا ولوعة وأسى.. أبا متعب: تودعك كل القلوب، وتحزن لفراقك كل النفوس، ويبكيك أبناء شعبك الذين غمرتهم بحبك ووفائك، وشملتهم بفيض عطفك وحنانك، وجعلت لهذا الشعب مكانة لا تبارى وقيمة لا تنكر، ووضعت رحمك الله هذا الوطن في مصاف الدول المتقدمة وحزت بعطفك وحنانك وفيض كرمك لقب (ملك الإنسانية ).. أبا متعب: رحيلك خسارة عظمى، وفقدك لاشك سيكون صعبا، فأنت غفر الله لك الكبير في عقولنا والعظيم في قلوبنا والرائد الذي شمخ بوطنه وأمته إلى العلياء فسارعت نحو المجد والسؤدد وطوعت كل الوسائل التقنية للحوار الوطني وبر الوالدين وبرامج الموهبة والإبداع، ووضعت للعالم ببالغ حكمتك دروسا في التصدي للإرهاب وتجفيف منابعه، يا فقيدنا الغالي: لقد كان مشهد الوداع أثناء الصلاة عليك مهيبا وكبيرا بقدر مهابتك وحجم قامتك فقد تجاوز حجم الحب الكبير لقامتكم العظيمة حدود الوطن إلى شعوب الأوطان الأخرى، وسارت مواكب الحزن العميق كل الأوطان والمحافل الدولية، يا ملك الإنسانية: دعوات من القلوب الوفية التي أحبتك حبا عميقا أن يغفر الله لك ويجعل ما أصابك تكفيرا للذنوب ومحقا للسيئات ورفعة لدرجاتك وسنظل نذكر عطاءاتك لأبناء شعبك ووفائك لوطنك الكبير ولكل المحتاجين والضعفاء والمساكين، وسنظل نطالع إسهاماتكم في ميادين النفع العام ناصعة أمام أنظارنا في كل جنبات الوطن، رحم الله أبا متعب وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون وسدد الله خطى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزبز وأعانه على إكمال الرسالة العظيمة وأداء الدور الكبير لهذا الوطن العزيز بخبراته وحنكته وحكمته وسداد رأيه، والله الموفق.