أذهل العالم بتلك المحبة الصادقة من شعبه له، فالحزن لم يغلف شوارع المملكة فقط، بل حتى الهواء كان حزينا يوم أمس الأول ساكنا على غير عادته وكأنه يعلن الحداد على ملك اتفق الجميع على محبته وصادق عطائه ووده جعل القلوب تهتز لوفاته، بكاه سعوديون وخليجيون وعرب، أوقفت معظم الدول أهازيج الفرح فيها معلنة الحداد على ملك الإنسانية والنقاء، نصير المرأة والضعفاء، صاحب الأيادي البيضاء مع شعبه وكل محتاج، اليد الحانية على الدول المنكوبة، المآزر للشدائد والعضيد في الرخاء فقد نكست أكثر من 16 دولة عربية وأجنبية وهي (دول الخليج العربي، وإثيوبيا، كندا، السنغال، فرنسا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومنظمة الأممالمتحدة، والنرويج، وبريطانيا، الصين، كولومبيا، تركيا، اليمن ومصر وغيرها من الدول) أعلامها حداداً على ملك لا يختلف عليه اثنان، ملك كان بجزيل خصاله فارسا للعالم العربي وحمامة سلام تسعى لاحتضان كل عربي ومسلم. "الرياض" رصدت أعلام بعض من الدول التي عبرت عن حزنها على فراق حبيب العالم "عبدالله بن عبدالعزيز" -يرحمه الله- وكأن الأعلام تبكي ألماً على فراق رجل الانسانية والأب الروحي لجميع دول العالم. فقد تسابقت السفارات في المملكة وخارج الحدود على تنكيس أعلامها، فبالرغم من استبشار العالم بقيادة المحنك ومهندس العاصمة الأول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلا أن بارقة الحزن على فراق حبيب لم تغب عن عين كل وفي.