كان خبر وفاة ملك الإنسانية والقلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله- مؤلماً، فهو ملك أحب شعبه فأحبوه، ملك صدق فصدق شعبه معه، وعد ووفى، عاهد ونفذ، أؤتمن فكان خير أمين. صدى الوجع لم يقتصر على المنازل ووسائل الإعلام فقط، بل امتد إلى نساء وأطفال ومسنين لم يصدقوا ذاك الخبر الحزين، فتوجهوا فرادى وجماعات إلى قصره -يرحمه الله- منذ ساعات الصباح الأولى، ليتيقنوا من الخبر المفجع وليقدموا واجب العزاء ويساندوا ذوي المتوفى بروح إنسانية ومحبة لملك الإنسانية. "الرياض" تواجدت بجوار قصر الملك عبدالله -يرحمه الله-، وبالقرب من مقبرة العود ورصدت محبة شعب صادقة ولحظات وفاء سطرتها دمعات من ألم وفقد. حب صادق تقول المواطنة: "عنيد الشراري" من قبل صلاة الجمعة خرجت أنا وابنتي وزوجي لجامع الإمام تركي للصلاة على فقيد الأمة العربية والإسلامية صاحب الأيادي البيضاء والقلب الحاني، من سبقت دمعته كلمته في كل ما يؤرق شعبه، انتظرنا حتى اتممنا الصلاة عليه ورافقنا جنازته والآن نريد أن نقدم واجب العزاء لزوجاته وبناته – يحفظهن الله- ففضلت أن استقل سيارة أجرة للذهاب إلى قصره وذلك لأن زوجي بقي في المقبرة ملك الإنسانية بينما كانت طالبة المرحلة المتوسطة "روان الشراري" تجهش بالبكاء بحرقة ووجع، فتقول تلقيت الخبر عن طريق الواتساب قبيل الفجر، فاعتقدت أنها إشاعة حتى رأيت الإعلان في القنوات الرسمية، لم استطع تمالك نفسي فايقظت والدي ووالدتي وشقيقي الصغير الذي اسمته والدتي على ملك الإنسانية يرحمه الله. وقالت المسنة أم عمر: الملك خيره على الجميع وهو انسان متواضع ومحب للخير لم يتوانَ عن خدمة شعبه اهتم بتعليم أبنائنا وبناتنا واهتم بمستشفياتنا وعاقب المقصرين من المسؤولين وأعفا عن لم يخدم المواطن، وقدمنا على نفسه، ولا ننسى كلمته لابنه أمير الرياض سمو الأمير تركي بن عبدالله، عندما قال له: المواطن قبلي أنا، فكيف لا نبكي من بكى لأجلنا وكيف لا نقف على جنازته ونزوره يرحمه الله. قلوب تنتحب ولم تستطع المواطنة "عبير المالكي" من الحديث عن فقيد الأمة ملك الإنسانية الذي أحب شعبه فأحبوه، فقد تزاحمت المشاعر المتدفقة من قلوب خضراء وطنية صادقة في وفاة ملك تجاوزات سنوات عطاياه وإنجازاته عشرات السنين بما وفره للمواطن والوطن من رفاهية وتقدم ملموس، وما حاول جاهداً بحنكته ووعوده أن ينقل المملكة إلى المراتب الأولى للدول المتقدمة انقذنا من البطالة وكان لمن انتزعهم خادم الحرمين الشريفين من دائرة البطالة وقفة وفاء وولاء حيث قالت كل من "ندى الشهراني" و"هيا السبيعي" - بائعات في محال لمستلزمات نسائية - "خلق لنا خادم الحرمين الشريفين فرصة من ذهب في هذا المجال، وانتزعنا من دائرة البطالة والمؤهل الأكاديمي إلى التدريب والعمل الميداني، الذي شكل لنا نقلة نوعية على كافة الأصعدة التعليمية والمجتمعية والشخصية، وما قدمه ملك الراحل للمواطن والمواطنة في سوق العمل السعودي من فرص مهولة يجعلنا نستشعر منجزات عشرات السنين، فسحابة أبو متعب الماطرة شملت الجميع من الكبير والصغير والمرأة والرجل على حد سواء، فالمملكة بقيادته تطورت بواقع (20) سنة تقديرية من خلال ما شهدته من تطور وعظمة الإنجازات التي نقلت المملكة لصفوف الدول المتقدمة. رجل استوقف العالم وأكملتا ببالغ الحزن: كيف لا نبكي هذا الرجل الذي أذهل العالم بحنكته وسياسته وقوته وطيبته، فقد كسب قلوب الجميع بإنسانيته ورأفته. ومن أمام قصره تجمعت عدد من المواطنات للدعاء له وتقديم واجب العزاء، حيث تقول كل من "أم محمد" و"أم عبدالله" و"مريم":"الملك عبدالله لم يقصّر في حقنا، ولم نطرق بابه يوماً وردنا خائبين"، رافعات أكف التضرع بأن يجعله المولى في جنات النعيم. من جوار المقبرة وفي الجانب الآخر وتحديدا من داخل المقبرة، كان هناك مشهد يسطر أعظم درجات الوفاء والحب والعطف، طفلا صغيرا لا يعي من الدنيا إلا الصدق، لا يزيف بمشاعره ولا حقائقه، أبى إلا أن يشارك بتأبينه دفنه يرحمه الله، وقف وقفة مكسور مستندا على ذراع والده لا يعلو وجهه إلا الحزن والقلب المنكسر، خرج من المقبرة باكيا مرددا ( ماعاد فيه بابا عبدالله) وقالت "منيرة" بصوت خنقته الدمعات والأسى: ليس من الواجب أن يكون لفقيد الأمة موقف شخصي معي، فأياديه البيضاء امتدت لتصلني أنا وأبنائي وزوجي، فلم تسعفني ظروفي في السابق للالتحاق بالمدرسة والتعليم، لكن أصبح لدي راحة واطمئنان لمستقبل أبنائي في التعليم؛ نتيجة ما أراه وأشاهده كمواطنة، فالملك عبدالله -يرحمه الله- لم يفرق بين أبنائه، فشملني بإعانة حافز لي ولزوجي التي من خلالها استطعنا فتح بيتنا وقضاء أمورنا المعيشية، فلا نملك في هذه اللحظة إلاّ الدعاء له بالرحمة والمغفرة وأن يلجم قلوبنا بالصبر والسلوان على فقيد الأمة". مبادرات انسانية فقد الوطن ملك القلوب والمبادرات الإنسانية والأيادي البيضاء، بدمعات الحزن والألم والفراق الذي يطول، وارتفعت الدعوات الصادقة أن يتقبله الله بعفوه الكريم؛ فهو شخصية لا يمكن أن يطلق عليها أكثر من وصف إنسان بكل ما حباه الله من معاني حب الخير، ومدّ يد العون لمن يحتاج في السر والعلن. مواطنون ومواطنات يدعون الله للملك عبدالله بالرحمة والمغفرة مواطنة من أمام القصر تبكي مسنة تنتحب روان الشراري مواطنات من أمام القصر ينتظرن لتقديم واجب العزاء فاجعة كبيرة ألمت بالوطن