اشتكى الرئيس الأمريكي باراك أوباما من كذب وكالة المخابرات المركزية الامريكية عليه وعلى الشعب الأمريكي وعلى العالم بممارستها لأبشع أنواع التعذيب لانتزاع اعترافات من متهمين تعتبرهم أعداء، واستخدمت أطباء منعدمي الضمير في تخدير هؤلاء المتهمين وشل إرادتهم. والرئيس أوباما في موقف لا يحسد عليه، فلونه الأسود، ورئاسته للولايات المتحدة لم يشفعا لمواطنيه السود من الأصول الإفريقية، الذين جلبهم تجار الرقيق مكبلين واستعبدوهم، في منع الشرطة الأمريكية من ممارسة عنصريتها وقتل أي مشتبه به بسبب لونه. وهذا الرئيس، وعد في يوم من الأيام بإغلاق معتقل غوانتانامو، لكنه لم يستطع الوفاء بوعده لأنه لا يملك وحده حرية اتخاذ مثل هذا القرار. والذي لا يعرفه الناس، هو ان الرئيس الأمريكي لا يستطيع الاطلاع على تفاصيل نشاط المخابرات المركزية، بل تطلعه على الخطوط العامة وكفى. لقد كتب الكثير عن الدور القذر الذي تقوم به هذه الوكالة، سواء داخل الولاياتالمتحدة او خارجها. فهذه المخابرات لا تتورع عن استخدام كل الأساليب السرية التي تخدم مخططاتها الشريرة، ومن ذلك أنها تعرف في كثير من الأحيان بأن هناك خططا ما لمهاجمة الولاياتالمتحدة، لكنها تتغاضى عنها، بل تسهل تنفيذها، ومن ذلك انها كانت تعرف بأن اليابان سوف تهاجم ميناء بيرل هاربر، لكنها لم تفعل شيئا لاستنفار القوات الأمريكية لصد هذا الهجوم. وكلنا يعرف كيف اتخذت هذا الهجوم ذريعة لتجربة القنبلة الذرية في قصف مدينتي هيروشيما ونجازاكي، وما تبع ذلك من غزو واحتلالات لليابان وكوريا وفيتنام وما ألحقته من دمار وخسائر بشرية لا تحصى. الناس العاديون لا يعرفون هذه الخبايا، الى ان يخرج من هذه الوكالة أحد العملاء الذي يصحو ضميره فجأة، مثل العميل السابق، ادوارد سنودن الذي كشف عن أن أمريكا تتجسس على العالم بأسره. وقد جيشت الولاياتالمتحدة العالم وخدعته للتحالف معها في غزو العراق بدعوى امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل، التي تبين بأنها كذبة كبيرة. في كتاب بعنوان "القتل بلا رحمة" Extreme Prejudice كشفت عميلة السي آي إيه السابقة سوزان لينداور، كيف ان السي أي إيه كانت تعرف بأن العراق لا يملك هذه الأسلحة، وأنها كانت تعرف بتفاصيل هجمات 11 سبتمبر، ولكنها سهلت وقوعها، وكلنا يعرف المآسي التي سببتها الولاياتالمتحدة لأفغانستان والعراق، وهي المآسي التي لا تزال مستمرة، ولا يعلم سوى الله متى ستنتهي. يحدث كل ذلك، ثم يخرج باراك أوباما ليقول بأن ما تقوم به وكالة السي أي إيه يتناقض مع جميع القيم الأمريكية، التي بنيت على جماجم الهنود الحمر. ما نخشاه هو أن أوباما سيلقى مصير الرئيس جون إف كيندي الذي قتل في وضح النهار، ودفن سره معه. إنهم يكذبون علينا ويكذبون حتى على رئيسهم.