زار شهبندر التجار رئيس غرفة جدة صالح عبدالله كامل، مهرجان جدة التاريخي، مبدياً سعادته بالإقبال الذي شهده المهرجان منذ بدايته. وقال إن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، لهذا المهرجان كان له أثر كبير في تحقيق النجاحات، مشيراً إلى أن تاريخ «جدة التاريخية» يعود إلى عصور ما قبل الإسلام، لكنها في بدايات العصر الإسلامي، شهدت نقطة تحول كبيرة عندما أتخذها الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ميناءً لمكةالمكرمة في عام 26 ه/ 647 م، ومن تلك الفترة أكتسبت مدينة جدة بعدها التاريخي الإسلامي الذي جعلها واحدة من أهم المدن الواقعة على سواحل البحر الأحمر، وبوابة للحرمين الشريفين. وقال صالح كامل، إن تاريخية جدة واصالتها وموروثها الحضاري جعل من الخبراء وعلماء الاثار والمنظمة الأممية تختارها لتكون في قائمة المدن في منظمة «اليونسكو»، موضحاً أن منطقة «جدة التاريخية»، تضم عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية المهمة. وأضاف خلال زيارته «جدة التاريخية»، أن تاريخية جدة لها اهتماماً خاصاً من خادم الحرمين الشريفين الذي جعلها في قمة الالويات ضمن مشروعه -حفظه الله- لتطوير التراث والمحافظة عليه. وقال: «الى جانب المكانة خاصة لدى ولاة الأمر، فقد نزل بها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في عام 1344ه، الموافق 1925م، واتخذ من بيت نصيف سكناً له، كما اتخذ مجلساً ومُصلَّىً بجوار مسجد الحنفي، فيما توالت الرعاية الخاصة من قبل ولاة الأمر من بعد الملك المؤسس لتنمية وتطوير جدة التاريخية عمرانياً واقتصادياً بما يحافظ على هويتها، ويتلاءم مع متطلبات العصر، ويكفل المحافظة عليها كتراث وطني من خلال عدد من المشاريع المهمة». ولفت الى ان اول اهتمام للدولة كان حين بدأ مشروع الملك عبدالعزيز لتنمية وتطوير جدة التاريخية عام 1425ه، وتشكيل إدارة لتتولى تنمية وتطوير جدة التاريخية، ثم تفعيل بلدية جدة التاريخية، وتكليف كادر متخصص بأعمالها عام 1431ه، بداية للتطور النوعي بها، لتتولى بعد ذلك حزمة من المشاريع الضخمة من قبل الدولة والهيئة العامة للسياحة والآثار، والتي كانت أولى ثمارها تسجيل "جدة التاريخية" ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو، السبت 23 شعبان 1435ه الموافق 21 يونيو 2014م، وذلك بعد موافقة لجنة التراث العالمي على تسجيلها خلال اجتماع اللجنة التابعة لليونسكو في دورتها الثامنة والثلاثين التي عقدت في قطر. واشار صالح كامل الى ان جدة التاريخية التي امتازت بسورها الذي بناه حسين الكردي أحد أمراء المماليك ليحصن البحر الأحمر من هجمات البرتغاليين فشرع بتحصينه وتزويده بالقلاع والأبراج والمدافع لصد السفن الحربية التي تغير على المدينة وقد شرع حسين كردي في بناء السور وإحاطته من الخارج بخندق زيادة في تحصين المدينة من تلك الهجمات. واستعرض صالح كامل بناء السور موضحا ان السور كان له بابان واحد من جهة مكةالمكرمة والآخر من جهة البحر ويذكر أن السور كان يشتمل على ستة أبراج كل برج منها محيطه 16 ذراعاً ثم فتحت له ستة أبواب هي: باب مكة، وباب المدينة، وباب شريف وباب جديد وباب البنط وباب المغاربة أضيف إليها في بداية القرن الحالي باب جديد وهو باب الصبة. تم إزالة السور لدخوله في منطقة العمران عام 1947م. وقال ان جدة قسمت داخل سورها إلى عدة أحياء وقد أطلق عليها مواطنو المدينة القدامى مسمى حارة وقد اكتسبت تلك الأحياء أسماءها حسب موقعها الجغرافي داخل المدينة أو شهرتها بالأحداث التي مرت بها. واضاف أن من أشهر وأقدم المباني الموجودة حتى الآن بيت «آل نصيف» وبيت «آل جمجوم» في حارة اليمن و«دار آل باعشن» و«آل قابل» و«المسجد الشافعي» في «حارة المظلوم» و«دار آل باناجة» و«آل الزاهد» في حارة الشام وبلغ ارتفاع بعض هذه المباني إلى أكثر من 30 متراً، كما ظلت بعضها لمتانتها وطريقة بنائها باقية بحالة جيدة بعد مرور عشرات السنين. وتميزت هذه الدور بوجود ملاقف على كافة الغرف في البيت وأيضاً استخدمت الرواشين بأحجام كبيرة واستخدمت الأخشاب المزخرفة في الحوائط بمسطحات كبيرة ساعدت على تحريك الهواء وانتشاره في أرجاء الدار وإلقاء الظلال على جدران البيت لتلطيف الحرارة كما كانت الدور تقام بجوار بعضها البعض وتكون واجهاتها متكسرة لإلقاء الظلال على بعضها. ونوه صالح كامل بمكرمة خادم الحرمين الشريفين لترميم وتطوير مسجد الشافعي مبينا ان المشروع سينتهى بعد 9 ايام لتقام فيها الصلوات مشددا على ان للملك عبدالله بن عبدالعزيز ماثر في تاريخية جدة وخاصة في دور العبادة. وزاد صالح كامل وهو يتحدث عن جدة التاريخية ومساحتها واسواقها والتجار فيها وما تحقق من وجود امبرطورات اقتصادية قائلاً: «بلغت المساحة التقريبية لداخل سور مدينة جدة 1.5 كيلو متر مربع وهي مازالت تحوي لمسات من الحياة التقليدية ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي القديم التي تتركز حالياً حول مساجد وأسواق المنطقة حيث تنتشر بعض محلات الحرف الشعبية والتقليدية القديمة ومن أشهر أسواق المنطقة التاريخية قديماً وحديثاً والتي تشكل شريان المنطقة الاقتصادي والحيوي سوق العلوي سوق البدو وسوق قابل وسوق الندي خانات جدة التاريخية اضافة الى ما كان يسمى بالخانات ومنها الخان المسمى بالقيسارية أي السوق التي تتكون من مجموعة دكاكين تفتح وتغلق على بعض ومن أهم خانات جدة التاريخية «خان الهنود، خان القصبة وهو محل تجارة الأقمشة، خان الدلالين، خان العطارين»، وأن هذه الاسواق هي التي شكلت بداية المنظومة الاقتصادية لتكون جدة اليوم مدينة الاقتصاد والمال وهو ما جعلها تنال هذه المكانة». وشكر كامل القائمين على جدة التاريخية سمو الامير سلطان بن سلمان والامير مشعل بن ماجد والامير مشعل بن عبدالله. حضور لافت للأسر والأطفال