مخاوف امتداد النزاع السوري وراء الحدود بعد الغارات الإسرائيلية سيطرت على المشهد السياسي أمس، بعد تهديد حزب الله، ووعيد دمشق بالرد على الضربة الجوية الإسرائيلية. فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كل الأطراف "للتصرف بشعور بالمسؤولية لمنع تصاعد الصراع"، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه، بينما توقع السيناتور الجمهوري جون مكين أن تزيد الضربات الإسرائيلية الضغوط على واشنطن للتدخل بسورية. وعربيا تصاعدات التنديدات بالغارة الإسرائيلية من كافة العواصم، فيما طالبت الجامعة العربية مجلس الأمن بسرعة التدخل لوقف الاعتدءات الإسرائيلية. وميدانيا وضع اللواء التاسع بالجيش اللبناني في حالة تأهب على طول الحدود مع إسرائيل، مع تحركات دوريات مكثفة لقوات "اليونيفيل"، تزامنت مع طلعات مكثفة للطيران المعادي بأجواء المناطق الحدودية. وقد دفعت المؤشرات الأخيرة اللبنانيين إلى حال من التخوف من انفجار الوضع لاسيما بعد تصريح رئيس الأركان الإيراني بأن "المقاومة ستردّ على الهجمات الإسرائيلية"، وتصريح زعيم حزب الله حسن نصرالله بأن "أصدقاء سورية سيدافعون عنها"، وهو ما رفع منسوب القلق في لبنان. وأفادت مصادر ل"الوطن" أن حزب الله نفذ تعبئة في كل قرى البقاع والجنوب، وطالب شباب الجزب بالعمل في المؤسسات الأمنية مقابل بدل مادي خلال ساعات الفراغ. في المقابل، كشفت مصادر إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجه، عبر جهات لم تحددها، رسالة تطمين للرئيس السوري بشار الأسد بأن "الغارات ليست موجهة ضد النظام السوري وليست تدخلا إسرائيليا في الصراع إنما هي موجهة لقواعد حزب الله بسورية والتي تحتوي على صواريخ إيرانية متطورة". وقال محللون إسرائيليون إن "نتنياهو ما كان يغادر إلى الصين أمس لو كان يشك بأن الضربة ستؤدي لحرب أو إلى رد عسكري سوري". في غضون ذلك، أعلن مصدر سوري أمس أن بلاده ستختار التوقيت للرد على الغارات الإسرائيلية. وأضاف أن "سورية سترد على العدوان لكنها ستختار التوقيت للقيام بذلك"، مشيرا إلى أن ذلك "قد لا يحصل على الفور، لأن إسرائيل في حالة تأهب". وفي موسكو، يحتمل أن تكون الزيارة التي بدأها أمس وزير الخارجية الأميركية جون كيري إلى روسيا الخطوة الأخيرة للتوصل إلى تسوية دبلوماسية للأزمة السورية. وكشفت تقارير أميركية أن كيري يسعى لاحتواء التوتر عبر إقناع موسكو بالموافقة على قرار من مجلس الأمن يطالب الأسد بمغادرة البلاد طوعا ويتيح التدخل للحيلولة دون انفجار الموقف إلى حرب إقليمية.