لنتفق أولاً على أن ما من حضارة كونية تفضلت بزيارة الأرض على الأقل بشكل رسمي حتى الآن -.. قد يكون السبب بُعد المسافة، أو عدم رؤيتنا في طرف الكون، أو ببساطة لأننا لا نملك ما يستحق الزيارة من قبل مخلوقات متقدمة علينا بملايين السنين.. ولكن ؛ رغم عدم وجود أدلة مؤكدة على حدوث زيارات كهذه، يمتلئ التراث الإنساني بأساطير وحكايات وادعاءات وشهادات (وهذا غير روايات وأفلام) تتبنى أو تؤكد هذا الاحتمال.. وكثير من هذه الادعاءات يعود الى أيام الفراعنة والبابليين الذين كانوا يؤمنون بنزول مخلوقات نورانية من كواكب بعيدة علّمت الانسان فنون الزراعة والبناء.. كما نجد ادعاءات مماثلة لدى حضارة الأزتك والأنكا في أمريكا الجنوبية ويهود الفلاشا في أثيوبيا، وقبيلة الدجون في غرب أفريقيا.. أما الأكثر غرابة من الادعاءات التاريخية القديمة، فهو وجود فرضيات معاصرة حديثة تؤكد حدوث زيارات كهذه وتؤمن بأن هناك مؤامرة لطمس أي أدله تؤكد علاقتنا بسكان الكواكب الأخرى.. خذ كمثال آخر فرضية حيث يؤمن البعض (هذه الأيام) أن أهرامات مصر وأبراج بابل ومعابد الأزتك وستونهنج بقايا حضارات فضائية قديمة استوطنت الأرض لفترة قصيرة.. وكانت مهمتها الأساسية نقل المعرفة إليها من خلال تبني نوع ذكي من القرود علمته فنون الزراعة والبناء (ويستشهدون بكثير من الرسومات والأحافير القديمة التي تُظهرهم كفضائيين تحولوا بمرور القرون إلى رموز مقدسة)!! وهذا الادعاء يقودني للحديث عن الفرضية الثانية (التي أدعوها كبسولة سوبرمان) كونها تدعي أننا نحن أنفسنا (معاشر البشر) كائنات فضائية غريبة على الأرض تم إرسالنا من كوكب بعيد قبل دماره نهائيا.. وكي تستمر سلالتنا بالتكاثر تم اختيار هذا الكوكب كي تتناسل فوقه مجموعة منتقاة من البشر -ويستشهدون بالظهور المفاجئ للانسان في أفريقيا واتفاق الأديان السماوية على أننا من سلالة آدم وحواء اللذين نزلا الى الأرض (في وقت كانت فيه عامرة بالمخلوقات أصلا)!! - أما فرضيتنا الثالثة فتدعى "معمل التجارب" كونها تدعي أن الكائنات الفضائية تعاملنا كفئران مختبر وتراقب تطورنا كتجربة علمية صممت لتستمر دون تدخلها وأنها ستتدخل فقط حين يحدث خطأ في التجربة فتعمل إما على إنقاذنا، أو إبادتنا وإعادة التجربة بمخلوقات جديدة مختلفة.. وأصحاب هذه الفرضية يستشهدون بعشرات الانقراضات المفاجئة لمخلوقات إنسانية سبقتنا على الأرض كان آخرها انسان النانتدرال - ناهيك عن قول الملائكة عن سابق تجربة (أَتجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء)! - أيضا هناك فرضية مشابهة أدعوها " نظرية جوز الهند" (وسبق أن كتبت عنها مقالا تجده في النت بنفس العنوان) تتحدث عن حضور بذرة الحياة الى كوكب الأرض على نيزك متجمد أو شهاب ساخن.. فالحياة تبدأ دائما بمخلوقات مجهرية بسيطة ثم تتعقد وتتشعب حتى تصل الى ما نراه اليوم في مملكتي النباتات والحيوانات.. وأدعوها "جوز الهند" كونها تسافر طافية في البحار حتى تجد شاطئا تغرس جذورها فيه فتنبت كنخلة جديدة حضرت من جزيرة بعيدة!! - أما فرضيتنا الخامسة والأخيرة فتعد أنموذجا لفرضيات معاصرة تعزف على وتر المؤامرة.. ومن أشهر هذه الفرضيات توقيع معاهدة سرية بين الحكومة الأمريكية وبعثة فضائية سرية في عام1947.. وظهر هذا الادعاء بعد حادثة روزويل الشهيرة حيث تحطم (حسب كلام الشهود) طبق طائر خارج المدينة. وسرعان ما حضر الجيش وأقام سياجا أمنيا حول المنطقة ما يزال قائما حتى اليوم.. وحسب هذه الفرضية هبط طبق طائر آخر اتفق مع الرئيس ترومان على تزويد أمريكا بتقنيات متقدمة (كالليزر وشرائح السليكون) مقابل السماح لهم بإجراء تجارب سرية على البشر يتضمن بعضها اختطافهم نهائيا!! ... الحقيقة أيها السادة أن الفرضيات (أعلاه) مجرد نموذج لعشرين فرضية أخرى - أعرفها شخصيا - تتعلق بعلاقة البشر بمخلوقات فضائية أكثر تقدما.. وهي في نظري لا تختلف (من حيث دافعها الإنساني) عن الأساطير القديمة التي تؤكد رغبتنا الدفينة في التواصل مع مخلوقات أكثر منا تطورا وقدرة على التحكم بمصيرها... مخلوقات عُليا لا تمنحنا فقط رعايتها وبركتها، بل وتُشعرنا بأننا لسنا وحدنا في كون يفوق فيه عدد النجوم رمال الربع الخالي!!