لم يسبق للمنتخب الصيني لكرة القدم الفوز بلقب بطولة كأس آسيا ولكنه أصبح من أوائل المتأهلين إلى دور الثمانية في النسخة الحالية من البطولة والتي تستضيفها أستراليا حيث أكد تأهله مبكرا من المجموعة الثاني بالدور الأول وذلك قبل مباراته الثالثة في المجموعة والتي يخوضها أمام منتخب كوريا الشمالية. وقلب المنتخب الصيني تأخره بهدف نظيف إلى فوز ثمين 2/1 على أوزبكستان ليكون الفوز الثاني له في المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة. وأصبح المنتخب الصيني بقيادة مديره الفني الفرنسي ألان بيرين ثالث المتأهلين لدور الثمانية في البطولة وهو ثالث منتخب يحقق الفوز في مباراتين متتاليتين بعدما سبقه إلى هذا منتخبا أسترالياوكوريا الجنوبية بالمجموعة الأولى. ولم يكن الفوز متوقعا بهذا الشكل على المنتخب الأوزبكي القوي والذي رافقته كثير من الترشيحات ليكون أول المنتخبات عبورا من هذه المجموعة. ولكن التنين الصيني يستطيع الآن أن يبدأ التفكير في مباراته بدور الثمانية للبطولة والذي يلتقي فيه أي من منتخبي كوريا الجنوبيةوأستراليا في 22 يناير الحالي. وقال تشانج لين بينج مدافع المنتخب الصيني: "مهما يكن الفريق الذي سنلتقيه في دور الثمانية، ستكون المواجهة في غاية الصعوبة؛ المنتخب الكوري الجنوبية لديه مدافعان يلعبان في الدوري الصيني ويعلمان كل شيء عن فريقنا؛ المنتخب الأسترالي سيكون منافسا صعبا للغاية بالنسبة لنا. نعلم قوة هذا الفريق". ولم يتردد لاعبو المنتخب الصيني في الاحتفال بما حققوه من إنجاز في البطولة الحالية حتى الآن حيث قدم الفريق عرضين رائعين في مواجهة المنتخبين السعودي والأوزبكي وحقق الفوز في المباراتين وتأهل مبكرا لدور الثمانية. وقال وو شي لاعب خط وسط المنتخب الصيني "انتابت النشوة والسعادة جميع اللاعبين خلال تواجدهم في غرف تغيير الملابس حيث رددوا الأغاني احتفالا بالنصر؛ مترجم الفريق انخرط في الرقص على الطاولة وسقط في صندوق المبردات المملوء بالماء. ابتل المترجم بشدة". ووقف الحظ والتوفيق إلى جانب المنتخب الصيني في هذه المجموعة حيث أهدر المنتخب السعودي ركلة جزاء في المباراة بينهما قبل أن يحرز التنين الصيني هدف الفوز 1/صفر في بداية مسيرته بالبطولة علما بأن الهدف جاء بعد ارتطام الكرة بعدد من اللاعبين. وتكرر المشهد في هدف الفوز 2/1 على أوزبكستان حيث ارتطمت تسديدة سون كي بأحد اللاعبين لتغيير اتجاهها وتستقر داخل المرمى الأوزبكي بعدما ابتعد مسارها عن موضع الحارس الأوزبكي. ولكن، في كرة القدم ، يكون الحظ الجيد نتيجة للعمل الجيد. وبالفعل، كان فريق ألان بيرين منظماً وملتزماً في الناحية الدفاعية كما كان سريعاً ومبتكراً في الهجوم. وأثار الأداء القوي للفريق الدهشة خاصة وأن الفريق بأكمله من الناشطين في الدوري الصيني على عكس منتخبات كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا التي تعتمد في قوائمها على اللاعبين المحترفين بأوروبا. ويعتمد المنتخب الصيني بشكل كبير على فريقين في الدوري الصيني حيث يضم سبعة لاعبين من فريق قوانجتشو إيفرجراند وستة لاعبين من جيانجسو سينتي. ويصف فريق قوانجتشو نفسه بطموح بأنه "نادي قمة لديه أكبر الاستثمارات وأكبر تأثير في الكرة الصينية وأكبر عدد من لاعبي المنتخب وأقوى لاعبين أجانب وأفضل إنجاز في كرة القدم الصينية حاليا" في إشارة لفوزه بلقب دوري أبطال آسيا عام 2013 تحت قيادة المدرب الإيطالي الشهير مارشيلو ليبي الذي قاد المنتخب الإيطالي (الآزوري) من قبل للفوز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا. ورغم مشاركته بشكل منتظم في البطولة، لم يسبق للمنتخب الصيني أن أحرز لقب كأس آسيا لكنه خسر المباراة النهائية للبطولة في نسختي 1984 و2004 أمام المنتخبين السعودي والياباني على الترتيب. ولكن بيرين يدرك تماما أن فريقه تأهل بصعوبة إلى النهائيات الحالية عن طريق المقعد الوحيد الذي يمنح لأفضل منتخب يحتل المركز الثالث في المجموعات المختلفة بالتصفيات وبفارق هزيل فقط عن المنتخب اللبناني الذي كان المنافس الأقوى له على هذا المقعد بعدما احتل التنين الصيني المركز الثالث في مجموعته خلف نظيريه السعودي والعراقي. وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها المنتخب الصيني لدور الثمانية بالبطولة منذ فوزه بالمركز الثاني في نسخة 2004 على أرضه. وقال بيرين: "الفوز على أوزبكستان كان جيدا لثقة اللاعبين ولكننا نحتاج إلى الارتقاء بمستوانا". ومع تراجع أهمية المباراة الثالثة للفريق في المجموعة أمام منتخب كوريا الشمالية، يرجح أن يمنح بيرين بعض الراحة لعدد من اللاعبين الأساسيين.