صدر عن دار جداول في بيروت كتاب "أُنسي الحاج.. من قصيدة النثر إلى شقائق النثر" للأديب الشاعر العراقي/ الفرنسي عبدالقادر الجنابي. يقول الجنابي: إن الرسالة التحرّرية لشعر أنسي الحاج الخالي من أيِّ تلميح أيديولوجي، تكمن، من جهة، في أنه وضع توجّهًا شعريًّا كلاسيكيَّ المنحى كان سائدًا، على الرفِّ؛ مرّةً وإلى الأبد. ومن الجهة الأخرى، في قدرته على زجّ اللغة الشعرية في معمعان التجريب الطليعي بنقل القصيدة من نطاق الدمدمة في الأذن إلى صور تسمعها العين؛ من قاموس الكلمات المزوّقة وذات الوقع الرومانسي المستهلك، إلى معجم الكلمات الحيويّة الصادمة؛ الخشنة لكنّها معبرة بدقّة عن ثيمة الموضوع بحيث تضفي للقصيدة وهجها الجنسي، ذلك أنّ «الشّعر يعيش في لغته... الشّعر ليس في تقنياته التي أُلصِقَت به لتمييزه عن النثر مثلًا. وإنما هو في وظيفة ممارسته الإيمانية بوجودِ «عالم خفيّ» نحسّه لكن لا نراه. وهنا يكمن البعد الروحي للشعر». فاللغة في أشعار أنسي الحاج، تسيل وكأنها كلام وليست كتابة.. كلام خال من كل الصور المجازية المفتعلة، لا يعيقه أيّ سد جماليّ، أخلاقي أو مذهبي. يتدفّق، يتقطّع وكأنه بورتريهات الفكر وهو يتقطّر. الجدير ذكره أنسي الحاج (1937-2014) بدأ ينشر قصصاً قصيرة وأبحاثاً وقصائد منذ 1954 في المجلّات الأدبية وهو على مقاعد الدراسة الثانوية. دخل الصحافة اليومية (جريدة "الحياة" ثم "النهار") محترفاً عام 1956، كمسؤول عن الصفحة الادبية. ولم يلبث أن استقر في "النهار" حيث حرّر الزوايا غير السياسية سنوات ثم حوّل الزاوية الأدبية اليومية إلى صفحة أدبية يومية. عام 1964 أصدر "الملحق" الثقافي الاسبوعي عن جريدة "النهار" وظلّ يصدره حتى 1974. وعاونه في النصف الأول من هذه الحقبة شوقي أبي شقرا. عام 1957 ساهم مع يوسف الخال وأدونيس في تأسيس مجلة"شعر" وعام 1960 أصدر في منشوراتها ديوانه الأول "لن"، وهو أول مجموعة قصائد نثر في اللغة العربية. له ستّ مجموعات شعرية "لن" 1960، "الرأس المقطوع" 1963، "ماضي الايام الآتية" 1965، "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة" 1970، "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" 1975، "الوليمة "1994 وله كتاب مقالات في ثلاثة اجزاء هو "كلمات كلمات كلمات" 1978، وكتاب في التأمل الفلسفي والوجداني هو "خواتم" في جزئين 1991 و 1997، ومجموعة مؤلفات لم تُنشر بعد. و"خواتم" الجزء الثالث قيد الإعداد. تولّى رئاسة تحرير العديد من المجلات إلى جانب عمله الدائم في "النهار"، وبينها "الحسناء" 1966 و"النهار العربي والدولي" بين 1977 و 1989. نقل إلى العربية منذ 1963 أكثر من عشر مسرحيات لشكسبير ويونيسكو ودورنمات وكامو وبريخت وسواهم، وقد مثلتها فرق مدرسة التمثيل الحديث (مهرجانات بعلبك)، ونضال الأشقر وروجيه عساف وشكيب خوري وبرج فازليان. متزوج من ليلى ضو (منذ 1957) ولهما ندى ولويس. رئيس تحرير "النهار" من 1992 إلى 30 أيلول 2003 تاريخ استقالته.