يدخل المنتخب القطري كأس أمم آسيا 2015م منتشياً عقب تتويجه بكأس الخليج ال 22 التي أقيمت قبل فترة قصرة في العاصمة السعودية الرياض، وعلى الرغم من تلك النشوة التي دخل بها العنابي هذه البطولة إلا أنه فشل في أول اختبار له مع الأبيض الإماراتي بعد أن فاز الأخير بنتيجة كبيرة 4-1، وستصعب تلك النتيجة من مهمة القطريين في بلوغ الدور الثاني لاسيما وأن مباراتهم اليوم مع ايران تعتبر صعبة للغاية إن لم تكن الأصعب في المجموعة الثالثة قياساً على قوة المنتخب الإيراني والفارق الفني بينه وبين العنابي. ويعول المدرب الجزائري جمال بلماضي كثيراً على لاعب الوسط خلفان إبراهيم الذي يعتبر الأبرز في التشكيلة حتى وإن كان العنابي قد توج بخليجي 22 في غيابه، إلا أن وجوده في المحفل القاري له أهمية بالغة، كون كأس الخليج لا يمكن مقارنته بكأس آسيا، واستطاع خلفان أو خلفانينهو (كما يلقب من قبل القطريين) أن يفرض اسمه على الساحة وأن ينال إعجاب الجماهير القطرية، ونجح في فرض موهبته وساهم في ذلك الأضواء التي كانت مسلطة عليه منذ أن بدأ الركض في الملاعب القطرية كون والده ابراهيم خلفان لاعبا سابقا ارتدى شعار العنابي. واستبشر القطريون خيراً بالنجم الأسمر "خلفان" منذ بروزه في أول مباراة له بشعار السد وكان عمره حينها لا يتجاوز ال 17 عاماً إذ لعب مع الفريق الأول في مواجهة الشمال وسجل فيها أول أهدافه، وفي ثاني مباراة له مع الريان نال نجومية المباراة وخطف الإعجاب من الريانيين قبل السداويين. لاعب الوسط خلفان ابراهيم الذي ولد في الدوحة عام 1988م كانت بدايته من خلال العربي الذي كان يلعب فيه والده، إذ تدرج في الفئات السنية ستة أعوام انتقل بعدها إلى السد عام 2004م، وفي أول موسم له لعب عشر مباريات سجل خلالها هدف وتوج مع السد بالدوري القطري. وبدأ خلفان في البروز شيئاً فشيئاً مع فريقه الأبيض والأسود حتى وصل للمنتخب العنابي، واستطاع أن يثبت اسمه في تشكيلته ويصبح واحدا من أهم نجوم كرة القدم ليس في قطر فقط بل في القارة الآسيوية إذ توج في عام 2006م بجائزة أفضل لاعب آسيوي، وحفزت الجائزة خلفان ووضع بصمته مع فريقه خلال البطولات التي شارك فيها إذ توج معه ب 14 بطولة أبرزها لقب دوري أبطال آسيا 2011م، وهي البطولة التي أوصلت السد للعالمية إذ شارك في كأس العالم للأندية، ولم تكن المشاركة شرفية بل نافس السد تحت قيادة خلفان واستطاع أن ينال الميدالية البرونزية. ولم تكن الجائزة التي نالها خلفان هي الوحيدة، بل في ذات العام حصل على جائزة أفضل لاعب قطري شاب في الدوري، ونال في العام التالي جائزة أفضل لاعب عربي (2007م)، وفي الموسم الماضي توج أيضاً بجائزة أفضل لاعب قطري، وبلا شك فإن الجوائز التي ذهبت للقطري خلفان تؤكد حجم موهبته وقيمته الفنية سواء مع فريقه أو العنابي. وبدأ خلفان مشواره مع العنابي بأداء لافت إذ كانت له بصمة واضحة في تتويج المنتخب بلقب دورة الألعاب الآسيوية التي احتضنتها الدوحة وسجل خلالها هدفين، وساهم أيضاً في وصول قطر إلى كأس آسيا 2007م، وقدمت مستويات كبيرة في تصفيات كأس العالم 2014م، أجبرت البرازيلي زيكو على امتداحه إذ قال عنه: "انه لاعب رائع، يتميز بالسرعة والمراوغة وله سمات وذكاء اللاعب البرازيلي، أنا على ثقة بان قطر تمتلك لاعبين موهوبين مثل خلفان"، مثل هذه الإشادة تعكس موهبة خلفان إبراهيم. ويطمح خلفان في أن يسخر إمكانياته وقدراته التي تتركز حول دوره في صناعة اللعب وشخصيته القيادية داخل الملعب ومهاراته الفردية وقدرته على تسجيل الأهداف وذلك في المشاركة الآسيوية، ويسعى إلى أن يقود العنابي نحو تحقيق نتائج إيجابية قارياً تفوق تلك التي حققها خلال النسخ الماضية والتي كان أفضلها الوصول للدور ربع النهائي، إذ يأمل خلفان أن يساهم مع رفاقه إلى بلوغ الدور الثاني ثم التفكير في الذهاب إلى ماهو أبعد من ذلك.