سنوات طويلة والأغنية الخليجية والعربية عموماً تسير في اتجاه ونمط واحد تقريباً وهو ما يطلق عليه اﻷغنية الشبابية أو الخفيفة. ورغم العديد من التجارب التي قدمت في هذا المجال والتي نجح البعض منها؛ إلا أن السواد الأعظم مما قدم كان أشبه بفقاعة الصابون سرعان ما يتلاشى من ذاكرة المستمع مع مرور الزمن، ولم يستطع أن يبني قاعدة ثابتة تنتمي فيها إلى الغناء العربي الأصيل لكثرة الابتذال فيها والجمل اللحنية المستنسخة والمتشابهة مما جعلها أعمالاً وقتية لا تصلح بأن ترسخ في ذاكرة الفن.وفي ظل وجود شركات إنتاج لا تبحث إلا عن الاستفادة المادية بأي شكل من الأشكال وآخر اهتماماتها المستمتع العربي، أطل علينا الموسيقار السعودي طلال برائعة "سامحني يا حبيبي" ليبعث الأمل من جديد في الأغنية العربية الطربية الأصيلة. "سامحني يا حبيبي".. تعتبر أنموذجاً للطرب الشرقي الأصيل كامل الأركان، فكاتبها هو الشاعر الكبير حسين السيد الذي ارتبط اسمه بعمالقة الفن العربي؛ محمد عبدالوهاب، عبدالحليم حافظ، وردة، سيد مكاوي وفريد الأطرش. وملحنها الموسيقار طلال صاحب المسيرة الكبيرة في الأغنية السعودية والعربية عموماً على مدى أكثر من ثلاثة عقود.الأغنية التي قدمها عبادي الجوهر وآمال ماهر في المكان المناسب لها (دار الأوبرا المصرية) نالت إعجاب الجميع من نقاد وجمهور وأجمعوا على أنها عمل لا يقدمه إلا الكبار وهذا دليل على زيف ما يدعيه بعض صانعي الأغنية بأن الجمهور لا يريد هذه النوعية من الأعمال ولم يعد لديه الوقت للاستماع لها."سامحني يا حبيبي" أغنية أحيت الذائقة الفنية من جديد، وكشفت عن تعطش المستمع لمثل هذه الأعمال الطربية المفقودة وكونت ذكرى للأعمال الفنية في العصر الجميل.بلا شك هذا العمل أعاد لهذا الجيل نوعاً من الموسيقى التي لم يعتد الاستماع لها في السنوات الماضية، "سامحني يا حبيبي" ستخلد أيضاً في ذاكرة الطرب العربي الأصيل، وسيكتبها التاريخ بماء الذهب.