كثر الفنانون في الوقت الحالي إلى درجة أن الشخص لو رفع حجرا لوجد ثلاثة فنانين تحته، وعلى الرغم من هذه الكثرة الموجودة إلا أن ما يطرح في سوق الكاسيت من أعمال غنائية بعيد كل البعد عن معنى كلمة فن، فالكثير من هذه الأغاني خالية من الفكرة والمعنى ولهذا أصبحت الأغنية بلا نكهة تحفز الأذن على الاستماع والانجذاب؛ فالكلمات لا تصنف في نطاق الشعر الجميل الذي يلامس الوجدان من خلال الألحان، والأغاني باهتة وقتية مثل فقاعة الصابون سرعان ما تختفي، فأين الأغاني الخالدة التي كان يشدو بها عمالقة الفن العربي مثل عبدالحليم حافظ، أم كلثوم، فيروز، طلال مداح، وغيرهم الكثير من الجيل الراحل؟ وما يقدمه الجيل الحالي من الفنانين غير مقبول إطلاقا لأذن تعشق الأغنية الطربية الأصيلة التي تؤخذك إلى مساحات عدة من الإبداع، سواء كان في الكلمات أو الألحان فتعيش مع الكلمة واللحن بطريقة خرافية، وليس بطريقة «استهبالية» مثل التي نشاهدها في أغاني الجيل الحالي «فالكل يريد أن يتمايل على كلمات بجسده لا أن يتمايل قلبه مع كلمات صيغت لحنيا بأسلوب رائع، وهنا الفرق بين ما كان يقدمه العمالقة وبين ما يقدمه الفنانون الحاليون من أغان لا تمت للطرب بصلة، بل هي مجرد أناشيد حسبها الفنانون أغاني وصدقها من لا يفقهون في الأغنية وحذافيرها شيئا، وهنا أوجه رسالة لهؤلاء الفنانين وأقول لهم: عودوا إلى صوابكم واتركوا عنكم أغاني «السلق» والمادة حتى يعود طربنا العربي الأصيل، وإذا ما استمر هذا المستوى من الأعمال الغنائية الهابطة فإن الغناء والفن العربي يمر بمرحلة احتضار فهل من منقذ؟ سلطان السميري. جدة