ما تزال مشاركة الجزائر عبر وزيرها للخارجية رمطان العمامرة في "مسيرة الجمهورية" التي احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس تنديدا بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف الأسبوعية الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" تثير الجدل في الجزائر وتشغل أسئلة الصحافة، حيث قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى الذي دافع عن مشاركة بلاده في التظاهرة بالقول: "إن سماحة ديننا تتنافى مع لغة القتل والتنكيل وهي من دفعت إلى المشاركة". ولم يتوقف وزير الأوقاف، الذي أثار قبل سنة الجدل عندما صرّح أن بلاده لا تعارض فتح معابد لليهود، عند هذا الحد بل راح يقول للصحفيين على هامش زيارة تفقدية قادته إلى ولاية "وهران" (450 كلم إلى الغرب) حيث تجري أشغال الأسبوع الوطني للقرآن الكريم بحضور مشايخ ومقرئين وباحثين من المشرق العربي ومغربه وإفريقيا، أن المجلس الإسلامي الأعلى (هيئة استشارية تابعة لرئاسة الجمهورية) سيصدر بيانا حول الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها باريس، وجدّد التأكيد: "أنا مع مشاركة وزير الخارجية رمطان العمامرة في المسيرة تضامناً مع الدولة الفرنسية وإدانة للإرهاب". وكان صحفيون وسياسيون وكتاب ألهبوا الشبكة عندما راحوا يستنكرون مشاركة بلادهم في مسيرة باريس، وتساءل جلهم: "لماذا لم توفد فرنسا إلى الجزائر في عزّ عشرية الدم والدمار ممثلا عنها وقد قتل الإرهاب فيها أكثر من 100 صحفي وما يفوق 200 ألف ضحية من المدنيين في مجازر جماعية بشرية لم يحرّك العالم تجاهها ساكنا؟" ونشر صحفيون صوراً لمجاهدين جزائريين في أبشع الأوضاع الإنسانية وهم يُعذّبون على يد جنرالات فرنسا زمن الثورة التحريرية، وتوجّهوا إلى وزير الخارجية الذي كان يستعد للذهاب إلى باريس قائلين له: "خذ معك هذه الصور إلى فرنسا" في إشارة إلى أن فرنسا التي تدعو العالم اليوم إلى التضامن معها ضد الإرهاب مارست الإرهاب بعينه قبل أكثر من قرن ضد مدنيين وعزل بما فيهم الأطفال والنساء".