المهتمون بالشعر الشعبي النجدي ممن قرأوا قصيدة المرحوم الشاعر محمد العبدالله القاضي (القهوة) سيجدون دقة اختياره للمكونات وإتقان خلطها وإحكام الاستعداد وضبط الكميات والبعد عن الاستعجال . جاء ذلك دون غموض . فكل حركة كانت واضحة جلية فيها من المهارة وقوة الرائحة الكثير. والدليل أن القصيدة موجودة كاملة في أكثر من موقع على الشبكة . لذا اخترتُ ألا أذكر أو أعلق على ابياتها. اسم القهوة مأخوذ من كلمة (كافا caffa) وهى قرية فى الحبشة قديما أو أثيوبيا فى الوقت الراهن، حيث كانت تنمو أشجار البن بكثرة فى أرجاء تلك القرية، ومنها اشتق الاسم الإنجليزى للقهوة وهو coffee. وفى رواية أخرى تقول: إن البن قد اكتشف لأول مرة في أثيوبيا، عندما لاحظ رعاة المعز أن قطعان الماعز تظل مستيقظة طوال الليل إذا أكلت من أوراق شجيرات البن وثمارها، وقد وصل البن إلى جزيرة العرب في القرن الثالث عشر الميلادي، ومن العرب أخذت بقية الشعوب اسم القهوة . وربما لاحظ المراقب المفرداتي أن هناك خدمة مقهى منتشرة في انحاء كثيرة من العالم ، وكذا نوع مُمنتج يُسمى (موكا ) والموكا (بالإيطالية: Caffe Mocha) - وأصل الكلمتين عربي فأصلهما قهوة المخا (ومخا بلدة في اليمن). حتى صب القهوة له في نجد طقوس لا يجيده من لم يسبق له القيام به. واعتادت بعض الأسر أن تُعلم أولادها منذ الصغر الطريقة المثلى لصب القهوة وكيفية حمل الدلة باليد اليسرى واتقاء حرارتها بواسطة (البيز) وهو قماش محشو ومطرز بطريقة جذابة. وفي الدلة القهوة الحارة. وهذا يبدو صعبا للمرة الأولى، ويسهل مع التدريب والممارسة. ثمّ تعليم الفتى الصبّاب عدم إعطاء ظهره للجالسين في رأس المجلس، بل عليه أن يدير القهوة متحركاً إلى الوراء (سواء كانت الجلسة عربية أو مع وجود الكراسي). تأتي بعد ذلك - في هذه الدورة المكثفة ! - عملية حمل عدد وافر من فناجين القهوة في اليد اليمنى، وتلك لمن لا يعرفها مهمة ليست سهلة. والبعض يأخذ درجة " تخرّج " أعلى لو استطاع خشخشة الفناجيل أو قعقعتها بطريقة مفعمة بالحيوية والنشاط، لتنبيه الضيف وإعلان حضوره واستجلاب شهوة الضيف وميله إلى القهوة. لمراسلة الكاتب: [email protected]