أقامت جامعة الملك سعود ممثلة بوكالة الدراسات العليا والبحث العلمي للتبادل المعرفي ونقل التقنية ورشة عمل عن "منظومة صناعة المعرفة " الواقع والطموح، وذلك بمقر الجامعة. وبحضور عدد من سيدات الأعمال وممثلات عن جهات حكومية ذات علاقة وأيضا عدد من المبتكرات والمهتمات بمجال صناعة المعرفة، ألقى مساعد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي للتبادل المعرفي ونقل التقنية الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي كلمة أكد فيها أن الجامعة تضطلع بمسؤولياتها إزاء الركيزة الثالثة لرسالتها التعليمية والبحث العلمي ألا وهي بناء مجتمع المعرفة أو خدمة المجتمع بمعناه العام وهذا يأتي تزامنا مع الحراك الوطني للدولة، فقد أحرزت المملكة تقدماً ملحوظاً في جانب الابتكار حيث حققت المرتبة الثامنة والثلاثين في مؤشر الابتكار العالمي الذي يصدر من منظمة الملكية الفكرية العالمية ومقرها جنيف، وايضا أكدت الاستراتيجية الوطنية للتحول إلى المجتمع المعرفي التي اعدتها وزارة التخطيط ودشنت قبل شهرين بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز على أهمية بناء أسس التحول إلى المجتمع القائم على المعرفة، مشيرًا إلى أن الجامعة قدمت العديد من المبادرات في سبيل الوصول لذلك وحققت بالفعل بعض الإنجازات مما أسهم في تقدم ترتيب المملكة في مؤشرات الابتكار العالمية ومؤشرات الاقتصاد المعرفي. وقال الغامدي "إن الحاجة تستدعي لتنتظم البرامج والمبادرات في عقد واحد أو منظومة تتكامل من خلالها الجهود وتوزع المسؤوليات وتحدد مدخلات ومخرجات ومهام كل مكون من مكونات تلك المنظومة للوصول لمنتج معرفي عالي الجودة والجدوى يقدم للمستفيد النهائي (المجتمع) بأقصر الأوقات وأقل التكاليف. وأكد الدكتور الغامدي على أهمية تنظيم الورشة في الاستفادة من آراء وتوصيات مختلف المسؤولين في الجامعة، والجهات الخارجية من الجامعات الأخرى والجهات ذات العلاقة والمبتكرين ورجال وسيدات الاعمال. من جانبها أكدت الدكتورة ابتسام العليان مساعد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي للمبادرات النوعية على رؤية جامعة الملك سعود التي تتماشى مع توجهات خادم الحرمين الشريفين-حفظه الله - نحو بناء مجتمع المعرفة وتطوير الاقتصاد السعودي حيث اهتمت القيادة بالتركيز على المعرفة ونقل وتوطين التقنية المتقدمة وتنويع موارد الدخل الوطني وبناء أساس قوي للتنمية المستدامة، والوصول للريادة العالمية، وتواصل العليان "وما هذه الورشة إلا لفتح قناة بين المستثمرين والجامعة لما يخدم المجتمع وإطلاع المستثمرين وسيدات الأعمال على الأفكار الابتكارية والاختراعات السعودية وكيفية استثماراتها في المجال الصناعي والتقني.ووجهت العليان شكرها لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، وأيضاً لسعادة الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي على الدعم الدائم والتشجيع المستمر. وعن أبرز التحديات التي تواجه المبتكرين أكدت الدكتورة ابتسام بأنها تتركز في تأخر الإجراءات الإدارية مما يشغل المبتكر بمهام أخرى ويعرقل عملية البحث والابتكار، وايضا عدم وجود إعلام تفاعلي يدعم الإنجازات في الجامعة وبالتالي هناك الكثير من المبتكرات الفائزات في جوائز دون تسليط الضوء عليها، وقلة المصانع التي تطبق فيها الابتكارات، إضافة إلى ضعف التواصل وعدم ثقة المستثمرين بمخرجات أبناء الوطن. هذا وقد خرجت المشاركات في الورشة بعدة توصيات كان ابرزها الربط بين المخترعين والجهات الداعمة، وايجاد اعلام تفاعلي بشكل دوري عن المبتكرات بالجامعة، وتفعيل الابتكار بالأقسام الانسانية، استحداث وحدات ابتكار جديدة. وايجاد طريقة تسويقية واضحة ومبدعه للمنتج، كما أوصت المشاركات بتسهيل آلية انسياب الابتكار عبر الاجراءات الالكترونية والتعريف بالاختلافات بين مكاتب الاختراع وتصنيفها، وأخيرا دراسة حاجة المجتمع وتوجيه المبتكرين لصناعة الابتكار تبعا لحاجة المستثمر. وقد تضمنت ورشة العمل عقد حلقات لمناقشة محاور الورشة الرئيسة، حيث قدمت المشاركات توصياتهن شفاهة وكتابة، ثم تم تقديم شهادات حضور وتقدير للمشاركات في ورشة العمل.