لم يتوقع المنتجون الذين حضروا من مختلف مناطق المملكة أن يكون لقاؤهم الأول مع وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز الخضيري بهذه الأريحية والشفافية حيث طلب منهم الحديث عن واقع الإنتاج الدرامي في المملكة دون مواربة. وقد بدت أولى إشارات الأريحية لحظة وصول د. الخضيري لمقر الاجتماع وطلبه الجلوس بين المنتجين رافضاً أن يكون في المكان المخصص له سلفاً مؤكداً أنه يريد أن يتحدث معهم من القلب وللقلب بدون برنامج رسمي ولا كلمات منمقة كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات. وتحدث د. الخضيري مع صناع الإنتاج بكل وضوح وأكد لهم أن المرحلة الحالية بالغة الأهمية وتتطلب مشاركة إيجابية من الجميع، لأن المطلوب هو بناء الإنسان وهذا الهدف لن يتحقق إلا بتغيير شامل في الثقافة والإعلام والتعليم مشدداً في الوقت نفسه على أن وزارته وزارة إنتاج وليست وزارة ضمان اجتماعي، ومطالباً المنتج بأن يكون ذا نظرة شمولية ليس درامياً فقط بل في جميع مجالات الإنتاج الإعلامي. كما أكد على ضرورة أن يكون التوجه القادم للمنتجين هو العمل الجماعي لضمان تطوير الإنتاج. بعد ذلك طلب د. الخضيري من المنتجين المشاركة والتحدث بما يريدونه مشدداً على عدم قبوله الإساءة لأحد مهما كانت الأسباب وعدم التحدث عن الماضي. واستمع للجميع وتوقف كثيراً عند المقترحات التي طرحها بعض المنتجين كما أبدى اهتماماً لحديث الشباب السينمائيين الذين حضروا الاجتماع خاصة أنهم أكثر نضجاً في رؤيتهم ويحملون مشاريع ناجحة مسبقاً مدعومين بالخبرات والتأهيل الأكاديمي. وكان بعض المنتجين الدراميين قد كشفوا خلال الاجتماع عن ضيقهم بالخطة التطويرية للتلفزيون السعودي لأنها بحسب زعمهم ستقطع رزقهم "ورزق أولادهم" رغم تأكيدات د. الخضيري في بداية اللقاء على أن التلفزيون لم يعد ضماناً اجتماعياً. وشهد الاجتماع أكبر حضور للمنتجين السعوديين ولم يغب إلا نزر قليل، وكان عبدالله السدحان في مقدمة الحضور إلى جانب حسن عسيري وعبدالخالق الغانم ويوسف الجراح وحسن ابو حسنة وعبدالرحمن الخطيب وخالد المسيند وفهد الحيان. وقد طلب الوزير في نهاية اللقاء من جمعية المنتجين جمع مقترحات ورؤى الحاضرين لتقديمها في ملف متكامل لدراسته مستقبلاً والاعتماد عليه في رسم خطة شاملة لتطوير الدراما المحلية. د. الخضيري متحدثاً للمنتجين