يعيش منتخبنا الوطني لكرة القدم ظروفاً صعبة في التصفيات النهائية لبطولة القارة الأكبر. وبرغم خسارته من الصين إلا أن هناك تطورا ملحوظا عن أدائه في المباراتين التحضيريتين. ولا شك أن ضياع ضربة الجزاء أثر سلبا إلا أن ضياع ضربات الجزاء وارد في مثل تلك البطولات، واحتماليته أكبر في مثل ظروف منتخبنا. ولا يلام نايف هزازي. ورغم الخسارة وقوة المنافسين الذين يجب تخطيهم لوصول المنتخب للمرحلة التالية في التصفيات، إلا أن ألد خصوم الأخضر هم أولئك الإعلاميون السعوديون الذين لا يرون إلا بألوان نواديهم، ولا نجوم إلا نجوم ناديهم. إعلاميون أو أنصاف إعلاميين باتوا يستغلون كل شاردة وواردة لتصفية خلافاتهم التي لن تنتهي ولعرض تفاهاتهم الممقوتة علينا صبح مساء. تجدهم في البرامج الرياضية المنتشرة في القنوات الفضائية، أو ينعقون بها في "تويتر" حسب أهوائهم وميولهم. لو كان الناعقون أحداث أسنان أو قليلي تجربة لعذرناهم وقلنا لعلهم يرشدون إذا كبروا، ولكنهم ممن يسمون كبارا. وإن لم ينعق ناعقهم بسوء فهو يعيد تغريدات السوء للناعقين، وكأن لسان حاله يقول ناقل الكفر ليس بكافر. من المفهوم أن يتحمسوا لأنديتهم في التصفيات المحلية ولا ننكر ذلك عليهم، وأن يمجدوا لاعبيهم المفضلين كما يحلو لهم. ولكن أن يتطاولوا على رموز الوطن من الرياضيين الذين قدموا العطاءات وحصدوا الكؤوس وحققوا البطولات فأمر لايحتمل. أن تُستغل كل إصابة في لاعبي المنتخب أو حالة استغناء أو خطأ في الملعب لإشعال المزيد من نار التعصب فأمر غير مقبول. لابد من الوقوف بوجه هؤلاء لأنهم هم أهم أسباب انحدار الرياضة لدينا. وأقترح أن يكون التصدي لهم على عدة مستويات: المستوى الأول على المستوى الشعبي حيث يُقاطَع المتعصبون عن طريق عدم المتابعة "unfollow" على مواقعهم "بتويتر". وأقترح إنشاء "هاش تاق" وحساب لمنتخب بلا تعصب، لايقبل أن يكون من ضمن أتباعه من يساهم في نشر التعصب المقيت بأي شكل من الأشكال. المستوى الرسمي بحيث لايسمح لهم بالظهور في القنوات خلال منافسات الأخضر، وأن يقاطعهم لاعبو الأخضر وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم. المستوى القضائي حيث إن بعضهم تجاوز الحد في النقد إلى درجة القذف والتشهير والافتراء. لابد من حماية منتخبنا من عراب التعصب الذين لايرون عيوبهم ولايعون ضررهم ويعتقدون أن الصواب حليفهم. كنت سأعنون للمقالة "في الرياضة نتن" ولكني استبدلته بعنوان أكثر إيجابية يحوي فيما يحوي علة العلل التي يعاني منها المنتخب. أنا واثق أن المنتخب قادر على تجاوز محنته وربما تجاوز تصفية المجموعات، ولكن لايمكن للاعبين أن يركزوا ويؤدوا على أكمل وجه بينما يتفرغ المتعصبون لإشغال الجميع في قضاياهم التافهة ورفع ألوان ناديهم في محافل يرفع فيها اللون الأخضر.