اكتشف علماء نوعاً جديداً من المضادات الحيوية يستطيع القضاء على العدوى الخطيرة التي تصيب الفئران دون مواجهة أي مقاومة ملحوظة وذلك في تطور من شأنه أن يكون فتحاً جديداً في جهود مكافحة الجراثيم التي تطور نفسها. وقال الباحثون إن عقار تيكسوباكتين الذي لم يجرب بعد على البشر قد ينجح في يوم ما في معالجة أنواع عدوى مقاومة للعقاقير مثل بكتيريا إم.إس.آر.إيه والسل الذي يستلزم علاجه توفير مجموعة من العقاقير لها آثار جانبية وخيمة. وقال كيم لويس الأستاذ في جامعة نورث إيسترن الأمريكية والمؤسس المشارك لشركة نوفوبايوتك للعقاقير الطبية صاحبة براءة اختراع تيكسوباكتين "إن اكتشاف هذا المركب الجديد يمثل تحديا لمعتقدات علمية قائمة منذ فترة طويلة ويقدم أملا كبيرا في علاج مجموعة من أنواع العدوى الخطيرة." وتعاون لويس في دراسته مع باحثين من جامعة بون الألمانية ومؤسسة سيلشيا ليمتد البريطانية ونشر البحث في دورية نيتشر اليوم الأربعاء. واتسع في السنوات الأخيرة نطاق مشكلة انتشار أنواع من العدوى المقاومة للعقاقير بسبب تطور بكتيريا مقاومة للعقاقير وتقليص شركات الأدوية للاستثمارات. وسعى لويس وزملاؤه في نوفوبيوتيك إلى معالجة المشكلة من خلال العثور على مصادر محتملة جديدة للمضادات الحيوية. فطوروا وسيلة يتم فيها تربية بكتيريا غير مستزرعة في بيئتها الطبيعية باستخدام أداة دقيقة تسمى (آي تشيب) يمكنها عزل الخلايات المفردة والمساعدة في تربيتها. وقال لويس إن نوبوفيوتيك تمكنت منذ ذلك الحين من جمع 50 ألف سلالة من البكتيريا غير المستزرعة واكتشفت 25 مضادا حيويا جديدا آخرها تيكسوباكتين. وهو أكثر المضادات الحيوية إثارة للاهتمام. ورحب علماء غير مشاركين في العمل بهذا الاكتشاف ولكنهم شددوا على أهمية تجربة المضاد الحيوي على البشر. وقال ريتشارد سيبروك من صندوق ويلكام الطبي الخيري في بريطانيا "إن اكتشاف ما يحتمل أن يكون فئة جديدة من المضادات الحيوية هو خبر طيب.. إن فحص البكيتريا غير المستزرعة من قبل هو أسلوب جديد في البحث.. ومن المشجع أن يأتي هذا الأسلوب بنتيجة. ولكن لن نتمكن من معرفة ما إذا كان تيكسوباكتين فعالا مع البشر إلا حينما يؤخذ هذا البحث إلى مستويات إكلينيكية." ويأمل لويس في البدء بتجربة العقار مع البشر في غضون نحو عامين.