مكة المكرمة - تركي الغامدي لم يفلح المنتخب في السعودي في طمأنة جماهيره قبل انطلاق كأس أمم آسيا 2015م التي ستنطلق بعد أيام في أستراليا وذلك عقب تعرضه لخسارتين في المباراتين الوديتين مع البحرينوكوريا الجنوبية، وفي أول مهمة له بعد تسلمه القيادة الفنية للأخضر خسر الروماني كوزمين بالأربعة من المنتخب البحريني الذي تمكن منتخبنا من الفوز عليه في خليجي 22، وعلى الرغم من أن الروماني لم يلعب المباراة بالتشكيلة الأساسية وإشراكه لعدد كبير من اللاعبين البدلاء إلا أن الخسارة بأربعة أهداف تعتبر ثقيلة حتى وإن كانت المباراة ودية خصوصاً في ظل تفوق الأخضر فنياً على الأحمر البحريني وإمكانيات لاعبيه، إذ لا نبالغ عندما نؤكد بأن احتياطيي منتخبنا يتفوقون على أساسيي البحرين فنياً. انتظرنا تصحيح نكسة 2011م.. وصدمنا بما هو أسوأ منتخبنا واجه كوريا الجنوبية بالتشكيلة الأساسية التي تتشابه إلى حد كبير مع تلك التي كان يلعب بها المدرب السابق الأسباني لوبيز كارو إن لم تتطابق معها، وخسر أيضاً بهدفين كانت قابلة للزيادة، وهو ماجعل الجماهير السعودية تضع أيديها على قلوبها خوفاً من أن يتكرر سيناريو البطولة السابقة في قطر 2011م عندما ودع المنتخب البطولة من دور المجموعات بعد تعرضه لثلاث خسائر متتالية من الأردن وسورية واليابان. كوزمين «فزع» ولا يلام.. والقتالية طريقنا نحو الذهب ندرك جيداً بأن النتيجة ليست مهمة في المباريات الودية بقدر الاطلاع على المستوى الفني ومعرفة الأخطاء بهدف تصحيحها في المباريات الرسمية، ونعلم بأن ثمة أخطاء عرفها كوزمين وسيصححها في المباراة المقبلة، لكن أداء منتخبنا لا يشعرنا بأي طمأنينة تجاهه، فمن اطلع عليه في المباراتين لا يستطيع أن يميز بينه وبين تلك المنتخبات الضعيفة التي تطورت في الأعوام الأخيرة وأصبحت مستوياتها متقاربة لمنتخبنا إن لم تتفوق عليه، وفي كل الأحوال لا يمكن أن نلوم كوزمين أولاريو لأننا نعرف الظروف التي حضر فيها لتدريب الأخضر وهو في الأخير "فزع" لمنتخبنا ويستحق الشكر والتقدير. التفاؤل مهم للغاية بعكس التشاؤم، لكن المسألة في كرة القدم ليست كذلك فحسب، فالتفاؤل وحده لن يجلب لك الانتصارات والبطولات، بل العمل هو الفيصل ومن يخدم كرة القدم ستخدمه في النهاية، ومانشاهده في منتخبنا أمر لا يبشر بالخير إطلاقاً ونخشى أن يدفع الأخضر ثمن تخبطات اتحاد القدم في الأعوام الأخيرة، ففي الوقت الذي كنا نتوقع ونطمح في أن تكون مشاركتنا الماضية في كأس آسيا للنسيان وبداية الطريق للتصحيح اصطدمنا بواقع أكثر مرارة ووضع أشبه بالمآساوي بل يعتبر أسوأ مما كان عليه في العاصمة القطريةالدوحة عام 2011م. لكن الكرة لا تزال في مرمى اللاعبين السعوديين الذين اختارهم كوزمين للتواجد في أستراليا، إلى حد كبير يعتبرون الأفضل في الساحة الكروية السعودية، وامامهم مهمة وطنية إذا ماقاتلوا فيها ولعبوا بروح للدفاع عن شعار المملكة العربية السعودية وحرصوا على تشريف الوطن فإن الأمر سيكون مغايراً تماماً عما هو متوقع، فالمسؤولية الأكبر على عاتقهم بالإضافة للروماني كوزمين الذي نحتاج للمساته الفنية، اللاعبون مطالبون بمضاعفة مجهوداتهم والتفكير في شعب بأكمله تجرع مرارة الخسائر والتخبطات في الأعوام الأخيرة واشتاق كثيراً إلى أن يفرح بمنتخب بلاده برؤيته واقفاً على هرم المنتخبات الآسيوية، صقورنا الخضر قادرون على ذلك متى ماعزموا لاسيما وأن إمكانياتهم الفنية تُعد الأفضل من بين المنتخبات ال 16 المشاركة في النهائيات.