تتعدد مناهج التعليم على مستوى العالم وتتباين أساليب التقويم فيها؛ ولكن الأسلوب السائد في معظم الدول والذي يناسب أكثر أشكال التعليم هو الامتحان. وهو باختصار شديد: مجموعة من الأسئلة عن المقرر الدراسي أو جزء منه لقياس مدى استيعاب الطالب لمحتويات المادة التي يدرسها. وقياس أداء المعلم-أو هكذا ينبغي أن يكون- ومدى قدرته على تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية. ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات التعليمية والتربوية وما يسعى إليه ثلة من رواد التعليم من تحقيق أهداف العملية التربوية والتعليمية؛ إلا أن المتأمل يرى مالا بد من معالجته في بعض نماذج أسئلة الامتحانات من حيث افتقارها إلى المنهجية العلمية الرصينة، والصياغة اللغوية الصحيحة، والبناء التربوي القويم. فضلاً عن نوع الورق وجودة الطباعة. وهذا لا يليق بالتعليم والمعلمين والمتعلمين في ظل ما يحظى به التعليم من عناية، وما يُخصص له من ميزانيات بشرية ومادية هائلة، وما يُناط به من طموحات وآمال تبلغ القمم. مما يستدعي من صاحب الصلاحية وفي مقدمتهم: وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم وكافة المؤسسات التربوية والتعليمية والأكاديمية ذات العلاقة إصدار وثيقة علمية معتمدة تحتوي معايير أسئلة الامتحان؛ وتعميم العمل بها وتطويرها وفق ما يحقق المصلحة التعليمية والتربوية. وتكون أبرز ما تعتني به الآتي: -الصياغة اللغوية التربوية التي تحتوي البناء اللغوي الصحيح للجملة. - الصياغة العلمية السليمة. -البعد عن الاحتمالية بحيث لا تتداخل في السؤال أكثر من مفهوم، ولا يحتمل السؤال أكثر من إجابة. - تحقيق الأهداف التعليمية للمادة من خلال احتواء معلومات الأسئلة والإجابات على أهداف المادة العلمية. - تحقيق الأهداف التربوية للمادة. - مراعاة الفروق الفردية. -التنوع في أشكال الأسئلة بين الموضوعية والمقالية. - الشمولية: بحيث تشمل الأسئلة كافة فصول المقرر وأبوابه. - الزمنية: وذلك بأن تكون الأسئلة يمكن الإجابة عليها في الوقت المحدد للإجابة مع الأخذ بالاعتبار الفروقات الفردية في الفهم والتذكر والكتابة والمراجعة. - تقسيم الدرجات الممنهج بين الأسئلة بحيث لا يترتب على الإخفاق في أحدها خسارة جزء كبير من الدرجة المقدرة للسؤال. - طباعة الأسئلة طباعة حاسوبية تُراعى فيها تحديد نوع الخط ومقاسه. والذي لابُد أن يُناسب الفئات المستهدفة حجماً ورسماً. إن المشاهدة العابرة لمجموعة من نماذج أسئلة الامتحان على مدى العام الدراسي سواء في الامتحانات الصفية أو الشهرية أو الفصلية ليرى عجباً!! آمل أن تنتهي فصوله بمبادرة عاجلة من الجهات ذات الاختصاص. وإني على يقين بأن رواد التعليم في مملكتنا المتألقة من أكثر المبادرين إلى العناية بالعملية التربوية والتعليمية على أحسن وجه وأكمله وأتمه وفق أعلى معايير الجودة. وفق الله الجميع للريادة في سائر شؤونهم. ورزقنا الإتقان والإحسان في سائر أقوالنا وأعمالنا.