على مدى خمسة عشر عاماً الماضية والعالم العربي يعيش في خضم أحداث غير مسبوقة في طبيعتها وفي أهدافها.. أحداث أعادت الأمة العربية إلى عشرات السنين من التخلف والفرقة والتشتت الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعسكري والأمني.. طبعاً المستفيد الوحيد من كل هذه الأحداث وهذا الوضع العربي الراهن هم أعداء الإسلام وأعداء العرب دولاً وجماعات ومنظمات وديانات!! هذا الوضع العربي "المحزن" بأحداثه الراهنة.. المؤلم بفرقته يعود السبب في حدوثه إلى جماعات ومنظمات تبين أنها صنيعة أعداء الإسلام.. جماعات ادعت إسلاميتها من أجل أن تمهد القبول لكل أفعالها لدى المجتمعات العربية والإسلامية ولتكون هذه الإسلامية المصطنعة غطاء فاشلاً لكل أفعالها الإجرامية التي ارتكبتها في حق الأمة العربية والإسلامية والتي راح ضحيتها إلى الآن الملايين من الأبرياء والمسلمين والعرب!! الذين لا ذنب لهم بأبشع صور القتل والتعذيب. هذه الجماعات اتخذت عدة مسميات منها القاعدة - داعش - الأخوان المسلمين وغيرها من المسميات الأخرى التي تزعمت تنفيذ هذه المخططات في جسد الأمة العربية بالصور التي نراها اليوم في بعض الدول العربية!! وهنا تبرز تساؤلات محيرة.. تساؤلات إجاباتها تحمل "قناعة" تامة ومطلقة بأن هذه الأحداث العربية بأطرافها وجماعاتها هي من "صناعة" دول ومنظمات معادية للإسلام وللأمة العربية.. إجابات يكمن في ثناياها كم لا يحصى من الحقائق الغائبة عن الكثير من أبناء الأمة العربية والإسلامية.. من أهم هذه التساؤلات: لماذا معظم زعماء وأعضاء وقادة القاعدة يقيمون الآن بأمان تام في إيران؟ لماذا كل من إيران وإسرائيل ظلتا في منأى تام وفي أمان كامل عن كل أفعال القاعدة وداعش!! لماذا لا تناصر القاعدة وداعش أهل السنة في العراق وفي سورية وتساعدهم على مقاتلة الحوثيين في اليمن؟! لماذا لم يتوجه المجاهدون المزعومون إلى فلسطين وهم القادرون على الانتقال إلى أي دولة بطرق غير شرعية وخفية؟ فالجهاديون المهاجرون المزعومون قدموا من أوروبا وأمريكا إلى سورية وليبيا والعراق فلماذا لم يذهبوا إلى فلسطين إن كانوا فعلاً جادين في نصرة الإسلام والمسلمين؟ لماذا الذين يزعمون الجهاد يتهجمون فقط على المملكة العربية السعودية وعلى قادتها وعلى شعبها رغم أنها الدولة الوحيدة في هذا العالم التي تطبق الشريعة الإسلامية في كل شؤونها ولله الحمد وهي الدولة التي تمثل رمز وحدة الإسلام والمسلمين؟ لماذا يساعد دعاة الربيع العربي أمريكا في تحقيق هدفها في نشر الفوضى بين الدول العربية ونشر القتال وزرع القلاقل والفتن في المجتمعات العربية؟ لماذا لم يتطرق قادة القاعدة وداعش المزعومون وأنصارهم في كل أحاديثهم لإسرائيل أو إيران وفي كل خططهم وأعمالهم؟ لا نؤيد ولا نطالب بأي أعمال إرهابية لا في إيران ولا في إسرائيل ولا في غيرهما من الدول ولكنها فقط أسئلة وتساؤلات كثيرة تطرح الكثير من علامات الاستفهام عن حقيقة هذه المنظمات وهذه الجماعات التي ولدت من رحم أعداء الإسلام وترعرعت في أحضان أعداء السنة والجماعة.. جماعات ومنظمات نشأت بتمويل فاضح من الغرب وأعوانهم أعداء الإسلام؟ لكن إرادة الله سبحانه وتعالى خير حافظ للإسلام والمسلمين ولهذا الوطن ولقيادته ولشعبة مهما كان مكر الأعداء وأعوانهم وهذه الجماعات المتأسلمة..!!