أدى الباجي قائد السبسي زعيم حزب حركة نداء تونس اليمين الدستورية رئيسا جديدا لتونس أمس الأربعاء لتطوي البلاد الواقعة في شمال افريقيا مرحلة انتقالية دامت اربعة أعوام بعد ثورة شعبية اطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وكان السبسي (88 عاما) قد فاز بالدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد ان حصد 55.68 بالمئة من اصوات الناخبين متفوقا على الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي. وأدى السبسي اليمين الدستورية في حفل بمجلس البرلمان التونسي حضره عدد من السياسيين التونسيين والدبلوماسيين وقال "أقسم بالله العظيم أن أحافظ على استقلال تونس وسلامة ترابها وأن أحترم دستورها وتشريعها وأن أرعى مصالحها وأن ألتزم بالولاء لها". وأضاف "أؤكد والتزم ان أكون رئيسا لجميع التونسيين والتونسيات وبدون اقصاء مهما كان. راعيا للوحدة الوطنية وتماسك صفوف التونسيين. لا مستقبل دون توافق بين كل الاحزاب والاطراف الاجتماعية ولا مستقبل لتونس دون مصالحة وطنية". وتابع "متمسكون بقيم الحداثة والاصالة وقيم الحرية والعدالة والكرامة الاجتماعية التي ميزت الثورة التونسية". وخفف السبسي من المخاوف بشأن هيمنة حزبه على الحكم وعودة الاستبداد. وقال "سنسعى لاعادة هيبة الدولة مع التمسك بالعدل واحترام حقوق الانسان والحريات السياسية.. هيبة الدولة تعني دولة القانون وعدم تعسف الأغلبية على حقوق المعارضة". ولا يملك رئيس البلاد صلاحية كبيرة إلا فيما يتعلق بالدفاع والسياسة الخارجية ولكن يمكنه اقتراح قوانين. ويتمتع رئيس الوزراء الذي يختاره البرلمان بصلاحيات أكبر. وأكد السبسي على مواصلة مواجهة الارهاب الذي يهدد البلاد وقال "سوف نولي مسألة تعزيز المناعة الوطنية وامن البلاد كل العناية بتعزيز الوحدة الوطنية للتصدي للارهاب الذي يهدد السيادة الوطنية. ستكون المسألة الأمنية في صدارة أولوياتنا". وعلى مستوى السياسة الخارجية أوضح السبسي أن من أولوياته العمل على تفعيل اتحاد المغرب العربي وارساء سياسة دبلوماسية نشطة اقليميا ودوليا لتعزيز مكانة تونس في العالم. الرئيس الجديد مؤدياً اليمين الدستورية (رويترز) وقال "سنحرص على انتهاج دبلوماسية نشطة لدعم حضور تونس على الساحتين الاقليمية والدولية مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى ونصرة قضايا الحق والعدل وعلى راسها القضية الفلسطينية". وعقب أداء اليمين الدستورية توجه السبسي الى قصر قرطاج ليتسلم رسميا مقاليد السلطة من الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي الذي قاد البلاد في المرحلة الانتقالية. والسبسي خامس رئيس لتونس بعد الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي وفؤاد المبزع والمرزوقي بعد استقلالها عن فرنسا عام 1956.