يجد كثير من الأطباء صعوبة في إقناع مرضاهم من النوع الثاني من السكري بالتحول إلى العلاج بالإنسولين بالرغم من عدم انضباط مستوى السكر لديهم لعدة أشهر أو لعدة سنين. وإذا نظرنا إلى توصيات منظمات السكر العالمية نجد أن التوصية واضحة في هذا المجال وهي التحول المباشر لعلاجات الخط الثاني سواء الدوائية منها أو الإنسولين بأنواعه. ونجد أن كثيرا من المرضى يتحجج بأنه سوف يبذل جهدا أكبر في الزيارة المقبلة سواء في مجال الحمية أو مجال التمرين الرياضي أو التزام العلاج المصروف له، ولكن تمر الزيارات المتتالية من دون تغير في مستوى السكر لدى المريض أو في مستوى معدل السكر التراكمي. إن مسألة التسويف المتكررة تؤثر سلبا في صحة المريض وتزيد من احتمالية إصابته بالمضاعفات ولابد للمريض من اتخاذ قرار حاسم بالتغير والانتقال إلى خط العلاج الثاني سواء كان دوائيا بمعنى استخدام علاج ثان أو علاج ثالث أو الانتقال إلى الإنسولين بصحبة العلاجات الأخرى المصروفة. ومن جانب الطبيب، فإنه من المهم أن يناقش الطبيب مريضه منذ البداية مسألة البدء بالإنسولين وأن حقن الإنسولين ليست بالأمر الخطر ولا تدل على تدهور حالة المريض الصحية، ولا تعلن عن قرب حدوث المضاعفات المرضية المصاحبة للسكري وإنما هو مجرد خطوة علاجية ضمن خطط العلاج المختلفة لمرض السكري وضمن الخطوط المتواصلة للتحكم في هذا المرض.