انتقلت الى رحمة الله تعالى جدتي منيرة بنت عبدالله النفيسة يوم الخميس الموافق 26/2/1436 ه بعد مرض عضال.. رحلت صاحبة القلب الطيب وهي لا تعلم عن تفاصيل مرضها شيئاً، سوى الألم الفظيع الذي كان ينحر أجسامنا مع كل صرخة الم تخرج منها، تتألم فنبكي من آلامها دون أن نحرك ساكناً، كنت أتمنى لو أستطيع أن أخفف عنك بعض هذا الألم او أحمله بدلاً عنك.. فمنظر تعبها وهي تصارع المرض وتتظاهر بأنها بصحة وعافية وتحمد الله على حالها كان يقتلني واقفاً كل يوم، هي لا تستحق تلك الآلام لطهرها وطيبة قلبها وحرصها على فعل الخير لكن هي إرادة الخالق سبحانه والحمد لله على كل حال. لم تكن مجرد جدة بالنسبة لي.. كانت أمي وأختي وصديقتي ايضاً، كانت إنسانة تعيش بداخلي وحدها، هي امرأة من زمن آخر، لم تقرأ أو تكتب في حياتها لكنها كانت حافظة لآيات ربها ومحافظة على صلاتها وخاصة صلاة التراويح والقيام في نفس الجامع الذي صُلي عليها فيه.. لم تكن تعلم أن خاتمتها ودفنها في جامع الملك خالد المحبب الى قلبها. كانت تجمعني بها علاقة حب مختلفة كانت خفايها بين عينيها فقط، تفرح وتبتسم حينما أقول لها أم ناصر، ابتسامتها لا تفارق محياها ابداً، حنونة لأبعد مدى، لديها عاطفة تسع الكون بإكمله. أم ناصر.. والله لا طعم للحياة دون وجودك.. رحيلك يعني خسارة فاجعة عظيمة لنا.. رحيلك يعني غياب شمس مشرقة على حدود وجودنا؟ لن أراك مرة أخرى في موعدنا المعتاد بعد صلاة المغرب؟ يا الله هوّن علينا مصيبتنا وأخلف لنا خيراً منها.. دعوت الله كثيراً لكي يبقيك بيننا، سألت الاطباء سأعطيها كليتي.. قلبي.. كل ما تريد.. خلال فترة تواجدك في المستشفى كنت ابكي قهراً والماً يومياً منذ أن علمت إصابتك بالسرطان، هي حكمة الله سبحانه ياجدتي وان شاء الله إنك في جنان الرحمن. أم ناصر.. كنت آخر من رحل عن قبرك.. لم أقو أن أذهب وأتركك وحيدة في المقبرة، بكيت كثيراً وأنا أصارع سير أقدامي بعيداً عن قبرك.. رحلت عنك، و أنا أردد سامحيني سامحيني، سيبقى اسمك خالداً بيننا للأبد، ف (منيرة) رمز للخير والحب، كنت أتمنى أن تكوني حاضرة لأفراحنا جميعا ولفرحي خاصة، لكن إرادة الله فوق كل شيء ووعدي لك بأن تحمل بنتي اسمك الجميل سيتحقق بإذن الله، جدتي العزيزة: أكتب كلماتي هذه في أول يوم لرحيلك.. أثر الصدمة يعتريني.. سامحيني ياغالية لم أبك عليك كثيراً مثلهم لا أعلم لماذا لكن والله إنك في القلب لباقية وأن حزني يضاهي حزنهم وقلبي يتقطع حزناً وألماً. أم ناصر.. مصابنا عظيم وجلل.. برحيلك يا أم ناصر انطفأت شمعة جميلة كانت تنير بيوتاً كثيرة وتحتضن محبة تكفي جميع الناس، برحيلك رحلت الطيبة رحمك الله ياجدتي ياحبيبتي وأسكنك الله فسيح جناته. إنا لله وانا إليه راجعون.