من المتعارف عليه أن العثور على وعاء استثماري مثمر على المدى الطويل وقليل المخاطر مطلب كل مستثمر، ومن يحصل على أحد الأصول الاستثمارية التي تلبي هذه المطالب فقد حقق حلمه، وهذا ينطبق في الدرجة الأولى على العقار رغم ما يكتنف هذا الوعاء من بعض السلبيات، وفي حال توفر لك أي وعاء بديل سلبياته أقل من العقار وله مردود مستدام ومعقول وضمن متوسطات السوق الآمنة وهي متوسط، العائد على العقار، وعلى الودائع، وعلى الصكوك والسندات فهذا الوعاء هو بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا. وأما السلبيات التي تكتنف العقار فهي كونه يتطلب رأسمال كبير وتسييل الأصول العقارية يستغرق وقتا كبير بدءا من العثور على مشتر مناسب، يتبع ذلك إجراءات الافراغ، كما أن تأجير العقار يعقبه تأخر بعض المستأجرين عن السداد، تراجع نسبة الاشغال، الصيانة، أو انخفاض القيمة السوقية للعقار فإذا توفر لك عقار ليس به أي من أو بعض هذه السلبيات فأنت تملك أحد الاصول الاستثنائية. وأما البدائل الأخر فسلبياتها محدودة ولكن عوائدها أقل من العقار بكثير، فسعر الفائدة على الودائع حاليا، وهي من أبرز المعايير المرجعية الاقتصادية، أقل من 3.00 في المئة سنويا على العملات الرئيسية مثل الريال السعودي والدولار الأمريكي، بينما يبلغ متوسط العائد على العقار 7 في المئة سنويا، فإذا سلم العقار من بعض السلبيات انفة الذكر فهو أفضل. ولن أتطرق للسندات والصكوك لقلة تداولها في الأسواق المحلية، وبهذا فهي لا تعني القارئ. وتبقى الأسهم هي البديل الاستثماري الأفضل حاليا رغم المخاطر التي تكتنفها، إلا أن لها مزايا متعددة تفوق بكثير سلبياتها، ولكن الاستثمار في الأسهم يتطلب الخبرة والتعامل مع السوق بشكل احترافي. وتحقق الأسهم عائدا سنويا لا يقل عن 20 في المئة سنويا، مع ما تتميز به من سهولة التسييل، فهي لا تتطلب ترخيصا أو وسيطا ولا تحتاج إلى إدارة، خاصة على المستوى الفردي ولمحفظة لا تتجاوز قيمتها 5 ملايين ريال، أيضا تستطيع فتح محفظة بمبلغ قليل لا يتجاوز 10 آلاف ريال، والعمولة على الأسهم قليلة جدا وبحد أقصى 12 ريالا على صفقة بمبلغ 10 آلاف ريال، ويمكنك إدارة محفظتك وتحويل مبالغ من المحفظة إلى حسابك الجاري والعكس عن طريق الهاتف، ومن أي مكان في العالم وبدون (وجع رأس) أو مشاكل وبدون مستودعات أو محاسب وهذا يجعل من الاستثمار في الأسهم أفضل وأسهل وعاء استثماري، فقط تبقى المعضلة الكبرى، وهي كيفية إدارة المحفظة مهما كان حجمها. وأي مستثمر يتوفر لديه مبلغ 30 ألف ريال يستطيع تأسيس محفظة صغيرة تضم ثلاثة مراكز على الأقل، كل مركز بمبلغ 10 آلاف ريال، فإذا أحسن المستمثر إدارة النقد والمحفظة باختيار الأسهم قليلة المخاطر ومن ذوات الأصول والعوائد والمكررات الجيدة، يحقق مثل هذا المستثمر الصغير عائدا سنويا لا يقل عن 20 في المئة، ما يعني أن 30 ألفا ستنمو بإذن الله إلى 36 ألفا بعد عام واحد، وإلى 75 ألف ريال بعد خمسة أعوام مقابل مخاطر لا تتجاوز 10 في المئة، وهذا مردود ممتاز مقابل عمل مريح وغير مكلف، وتزيد المخاطر عندما يبدأ المستثمر بالطمع واختيار أسهم المضاربة التي ربما تحقق 20 في المئة خلال شهر ولكن تتلاشى قيمة المحفظة إلى النصف بعد سنة.