مابين كل لحظة ولحظة الأقدار تتغير.. والآجال تدنو.. تماماً كعقارب الساعة حينما تدور.. فعام تلو عام يتغير فيها الكثير يصل البعض الى مرامه، يحقق ما يريد ويصد ما لا يريد.. في حين ان البعض الآخر يرضع الحسرات في صمت لا يكاد يبين من معين اختلط فيه الصبر والصمت معاً.. وفي هذه الدنيا اختلفت العادات.. وكثرت الانتقادات.. حتى لا يكاد البعض ان يعبر عما بنفسه كما يحسه. ٭٭ لم آت بشيء جديد وإنما منهم من يستطيع التعبير بأسلوب واضح مفهوم، ومنهم من يفتقر الى ذلك الأسلوب ليخرج ما في جوفه بعبارة تملؤها السخرية او كلمة يخطها على ورقة وبعد ذلك يمزقها كي لا يراها احد وما ذلك الا الضعف بعينه.. المهم عنده ان يستريح من عناء ذلك الشعور.. ومنهم من لا يستطيع التعبير.. قد يكون لخجل يطوي ذاته وقد يكون الكبت عادة اكتسبها من صغره.. فكل من حوله تجدهم لا يتكلمون عن ما يحسون ظناً منهم ان ذلك عيب او ان فيه انتقاصاً لقدرهم وضياعاً لهيبتهم وأن ذلك ماهو الا هوس وهواجس ذاتية لاتهم احداً وليس لأحد صلة بها.. ان كل انسان اياً كان هو طفل في داخله ولكن من حوله لا يدركون ذلك الا اذا تلامعت عيناه كما تتلامع عيني الوليد الصغير.. ٭٭ عفواً لا اقصد اننا نملك اشياء لا يملكونها ابداً.. انهم بشر مثلنا.. نعيش معهم.. نتعامل معهم.. نحترمهم ونقدرهم.. ولكن البعض منهم من تتعامل معه بكل ادب وتهذيب لا يمتلكه ولا حتى يتقنه ليقلده.. لأنه لا يمتلكه لنفسه فيعطيه لغيره (ففاقد الشيء لا يعطيه ابداً..).