أظهر تقرير حديث أن الشركات والمؤسسات أخذت تغير سياساتها لمواكبة المواقف والمتطلبات المتغيرة لموظفيها المنتمين إلى ما يُعرف باسم الجيل إكس (يُقصد بذلك مواليد أوائل ستينيات إلى أوائل ثمانينيات القرن العشرين) وكذلك موظفيها المنتمين إلى الجيل واي (مواليد الثمانينيات إلى مطلع تسعينيات القرن العشرين). ومن بين الملاحظات العديدة اللافتة التي رصدها "تقرير سيسكو للعالم المتصل شبكياً 2014" أنه بحلول العام 2020 سينظر غالبية الموظفين المنتمين إلى الجيل إكس والجيل واي إلى الهواتف الذكية والتقنيات القابلة للارتداء كأهم أجهزة متصلة شبكياً على الإطلاق، فيما ستظل الحواسيب النقالة الخيار المفضل في بيئة العمل. وعلى وجه العموم، يستعرض التقرير التأثير الكبير للتقنية الحديثة في تحديد مسار مستقبل العمل وكيف أن الأجهزة والتطبيقات والحلول المفضلة لدى الجيلين المذكورين تمهّد لأساليب عمل جديدة لم تعرفها بيئة العمل من قبل. ومن أبرز التحولات المتوقعة ظهور ما يُعرف باسم "المُنْجِز الخارق" القادر على استخدام أربعة أجهزة معاً، والتغير الذي سيطرأ على نظرة الموظفين والشركات للعمل عن بُعد (44 بالمئة من الموظفين المنتمين إلى الجيل واي يشعرون أنهم أكثر إنتاجية في مكاتبهم)، واستخدام التطبيقات (6 من بين كل 10 موظفين شاركوا بالدراسة الاستطلاعية يفضلون القلم والورقة على أفضل التطبيقات الرقمية) واستقطاب الموظفين عالمياً (50 بالمئة من المديرين يقررون تعيين مرشَّحين بالاستعانة بالمقابلات الفيديوية فقط). وفي سياق متصل يرصد التقرير التأثير المحتمل للأجهزة الذكية الناشئة، مثل الأجهزة القابلة للارتداء، في بيئة التقنية المعلوماتية وقرارات القائمين على صياغة استراتيجية التقنية المعلوماتية، لاسيما مع بداية حقبة "الإنترنت لكل شيء" التي ستحقق أنماطاً اتصالية غير مسبوقة واتصالات متغيرة للجيل المقبل من الموظفين. وكما في الإصدارات السابقة من التقرير ذاته، يرصد "تقرير سيسكو للعالم المتصل شبكياً 2014" المفاهيم والتوقعات والسلوكيات السائدة بين الأجيال الجديدة من الموظفين، وركز تقرير هذا العام بشكل أكبر على الجيل إكس وموظفي الموارد البشرية ونظرتهم نحو الاتصالية (مقارنة بالاحتياجات المادية) والتوافرية في اتصالات العمل (على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع 24/7) وكيف أن هذه التحولات السريعة باتت تغير بيئة التقنية المعلوماتية المؤسسية وسياسة أمن المعلومات، وتطوير وتصميم المنتجات، وقدرة الشركات على المنافسة. وكشف التقرير عن انتهاء مفهوم يوم العمل الذي يبدأ عند التاسعة صباحاً وينتهي عند الخامسة مساء – وبدء مفهوم بقاء الموظف على اتصال وتواصل مع شركته على مدار اليوم حيث يعتقد أكثر من نصف الموظفين (الجيل إكس والجيل واي) أنهم على اتصال وتواصل مع العمل على مدار الساعة (24 ساعة) طوال أيام الأسبوع (7 أيام)، ويقول 3 من بين كل 10 منهم إن العمل يتواصل معهم عبر الإيميل والهاتف على السواء. وبين التقرير أن الجيل إكس والجيل واي يفضلان ساعات العمل المرنة ويُبْدِيان استعداداً للعمل في ساعات غير تقليدية مقابل ذلك، حيث يعتقد غالبية الموظفين المنتمين إلى الجيل إكس أن الموظفين المنتمين إلى الجيل واي يفضلون ساعات العمل المرنة، وإِنْ كان الموظفون المنتمون إلى الجيل واي يميلون أكثر بقليل نحو ساعات العمل التقليدية وبنسبة 54 بالمئة. ويعتقد قرابة الثلثين من الموظفين المشاركين بالدراسة الاستطلاعية أن الشركة أو المؤسسة التي تطبق سياسة عمل مرنة ونقالة وتتيح إمكانية العمل عن بُعْد تكون أكثر اجتذاباً للمرشحين مقارنة بالشركات التقليدية التي تطبق ساعات العمل التقليدية، من الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة الخامسة مساء، طوال أيام العمل. وفي عام 2020 يعتقد غالبية المشاركين بالدراسة الاستطلاعية أن أهم أجهزتهم المتصلة بالشبكة ستكون هواتفهم النقالة، غير أن نسبة أكبر بقليل من الجيل إكس تعتقد أن الأجهزة القابلة للارتداء المتصلة بالشبكة ستكون أكثر أهمية من الهواتف الذكية، مقارنة بالموظفين المنتمين إلى الجيل واي. وبات مفهوم "تمكين الموظفين من إحضار أجهزتهم النقالة" منتشراً إلى حد بعيد، إذ يقول 4 من بين كل 10 من الموظفين في إدارات الموارد البشرية إن بإمكان كافة الموظفين ضمن شركاتهم أو مؤسساتهم إحضار أجهزتهم النقالة معهم وشبكها بالشبكة المؤسسية لإنجاز مهام أعمالهم. وينظر أكثر من 4 من بين كل 10 موظفين من الجيل إكس والجيل واي إلى أنفسهم كمُنْجزين خارقين، وكذلك الأمر بالنسبة لنحو 6 من بين كل 10 موظفين بالموارد البشرية، ويُقصد بالمُنْجِز الخارق ذلك الموظف القادر على القيام بأكثر من شيئين أو إنجاز أكثر من مهمتين في الوقت ذاته وعلى نحو جيد. وقال نحو 6 من كل 10 من المستطلعة آراؤهم (58 بالمئة) إنَّ لجان الاستقطاب في الشركات مستعدة لتعيين أحد المرشحين لوظيفة ما بالاستعانة بالمقابلة الفيديوية دون الحاجة إلى المقابلة الشخصية وجهاً لوجه. وتعقيباً على التقرير الصادر عن "سيسكو"، قال المهندس محمد العبادي، مدير عام شركة سيسكو في المملكة "تشهد بيئة العمل والأعمال في السعودية تغيرات متسارعة بسبب ثقافة الاتصال والتواصل مع العمل على مدار الساعة التي أدخلتها الأجيال الجديدة. وفي ضوء ما ورد في تقرير سيسكو للعالم المتصل شبكياً 2014، نرى أنه يتعين على كبار المديرين التقنيين في الشركات العاملة في السعودية أن يخططوا لتدرُّجية شبكية أفضل وأن يغيّروا سياسات العمل بما يحقق لشركاتهم التنافسية المطلوبة ويسهّل ساعات العمل المرنة ويعزز الإنتاجية في الوقت ذاته".