السياحة صناعة متعددة الأوجه، ومجزأة ومنتشرة، ومتداخلة بين عدد من الجهات والمجموعات والأفراد , فكل مؤسسات المجتمع وأفراده يشاركون في هذه الصناعة. (الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة السياحية والآثار). أنشئت الهيئة العليا للسياحة ، وعملت على مشروع تنمية السياحة الوطنية ما بين صفر 1421ه شعبان 1423ه. بغرض إعداد خطة تنمية سياحية وطنية في المملكة العربية السعودية. وتشتمل هذه الخطة على استراتيجية تنمية سياحية مدتها عشرون سنة ، مع خطة عمل خمسية مفصلة للمرحلة الأولى من مدة الخطة الرئيسة ، ويطرح المشروع سياسة وإستراتيجية شاملة ومجموعة من البرامج والمبادرات الجديدة التي تهدف إلى تحقيق تنمية متكاملة ومستدامة لصناعة السياحة في المملكة. والسياحة في المملكة ليست شيئا جديد بل بدأت مع ما نفخر بوجوده بيننا بالحرمين الشريفين وهذه السياحة الدينية اضفت سمة التميز للمملكة, ولكن لا يجب أن نتوقف عند هذا النوع من السياحة فالمملكة متنوعة جدا لذلك لا بد من استقطاب المستثمر الوطني الجيد, ففي الكتاب الصيني (صن تزو) يُنظر الى مبدأ (الفوز من دون قتال) الى انه الطريقة الاكثر قبولا لتحقيق الانتصار ,وإعمال قوة الفكر واكتساب مخزون كبير من المعلومات هو ركيزة النجاح , وعندما نتحدث عن السياحة في المملكة فيجب ان نلقي الضوء على الواقع الحالي , وما نرغب به , وما نأمله مستقبلا, والملاحظ أن القطاع الخاص بعيد تماماً عن الاستثمار في القطاع السياحي لعدة اسباب قد تكون واضحة أو غير واضحة , إلا أنه يجب تشجيعه على الاستثمار في مختلف قطاعات الإنتاج والخدمات والقيام بدور أكبر في تنمية الاقتصاد القومي ، ومن أجل ذلك يجب أن تمنح الحكومة المستثمرين مجموعة من الحوافز والإعفاءات والتسهيلات من أجل سياحة مستدامة ,ولابد من الاعتراف بأن السائح الخليجي هو (سائح ذهبي) فهو الاطول إقامة والأكثر انفاقا ان وجد ما يسره وبالتالي هو المستهدف ,لذلك لابد من الاعتراف بأن علينا تفهم أبعاد التطورات الراهنة والمقبلة في سوق السياحة ونبدأ بالاستعداد لها من خلال عملية التركز والاندماج في كيانات تعمل في جميع الظروف. في (دراسة منظمة السياحة العالمية) ذكرت أن السياحة صناعة كثيفة العمل وذات أثر مضاعف على 70 صناعة وخدمة مغذية ومكملة وهي توفر فرص عمالة في أنشطة ومهن متعددة بشكل مباشر وغير مباشر. وليس سراً أن السياحة هي أكثر الأنشطة صداقة للبيئة، فالمستثمر يلتزم ذاتيا بالحفاظ على البيئة لأنه يسوقها باعتبارها أحد مكونات المنتج السياحي،فبيع المنتج السياحي لا يتم الا بتكامل جميع عناصر الجذب والجودة والادارة المتميزة والمنتج المختلف, ولا ننسى أن الانسان كائن مسافر بطبعة , فلماذا لا نجعل رحاله تحط حول ابواب سياحتنا في المملكة؟