حافظت مكةالمكرمة على أداء متوازن في قيم التداولات العقارية السكنية خلال شهر صفر الجاري بقيمة 4.06 مليارات ريال، في حين جاءت قيم التداولات التجارية ثالثا على مستوى المملكة خلال الشهر نفسه بقيمة 947 مليون ريال. واعتبر مستثمر عقاري في القطاع الفندقي أن قياسات الأداء لقيم وعدد التداولات في مكةالمكرمة، محكومة بعدة عوامل، منها الطلب الحقيقي، وقدرة المشروعات على تحقيق مستوى الطلب الاستثماري في قطاع الإيواء، وهو ما يشكل نسبة عالية من مجمل أداء السوق ومخرجاته. وقال الدكتور عبدالله بن حمد المشعل رئيس مجلس إدارة شركة مباركة للاستثمار والتطوير: في مجمل مشاريع العاصمة المقدسة المخصصة لقطاع الإيواء والفنادق في المنطقة المركزية، وما حولها تتراوح نسب العائد فيها بين 5 إلى 7 % أحياناً.. أي أن المتوسط يصل في الغالب إلى 6%، وهي نسبة نعتقد ومن خلال دراستنا المستمرة لواقع السوق ومستقبله، مقبولة إلى حد كبير، خاصة إذا قارنا هذه النسبة بالنسب العالمية للعوائد في الاستثمار العقاري عامة، فمثلا في بعض المدن الأمريكية تصل إلى 1%، وبعض العواصم الأوروبية تصل إلى 3%. ولا يزال قطاع الفنادق في منطقة الحرم المكي الشريف في مكةالمكرمة يشهد مزيداً من المشاريع التي تعزز قيمة الاستثمار وترفع تنافسية القطاع. وفي تقرير سابق؛ لفت إلى توقعات بازدهار حجم السياحة الدينية في مكةالمكرمة خلال السنوات الثلاث المقبلة، بالتزامن مع ارتفاع معدلات المعتمرين سنويا إلى 10 ملايين معتمر خاصة بعد انتهاء مشروعات التوسعة للحرم المكي وانتهاء مشروعات الطرق الدائرية، وشبكة القطارات بين جدةومكة.. ومكة والمدينة، الأمر الذي سيسهم في منح مزيد من تأشيرات العمرة للمعتمرين من انحاء العالم الإسلامي. وتقود عدة شركات تطوير كبرى في مكة تنفيذ مشروعاتهم الفندقية، حيث تعمل الآن على إنجاز 8 مشاريع فندقية وتجارية جديدة في المنطقة المركزية بمدينة مكةالمكرمة، ومن المتوقع أن تسهم هذه المشروعات حال إتمامها خلال عام ونصف (2160 غرفة) في زيادة نمو القطاع الفندقي في مكةالمكرمة. ولفت التقرير إلى أن السوق العقاري في مكة الوحيد الذي لا يتأثر بأي متغيرات اقتصادية محلية أو عالمية، لأن محددات النمو تخضع لمعايير موحدة، وهي توافد الزوار والحجاج إلى العاصمة المقدسة التي تعتبر وجهة المسلمين من شتى بقاع الأرض الذين يأتون سعيا للحج والعمرة. وبحسب التقارير فان عدد الزوار المعتمرين يبلغ نحو 12 مليون شخص في موسم العمرة خلال ثمانية أشهر، وبالنظر إلى التوجه العادل الذي تبنته حكومة المملكة في إصدار تأشيرات العمرة لمواجهة مشكلات القدرة الاستيعابية المحتملة، فإنه يتوقع أن يكون معدل النمو في العدد في حدود 7% في السنة، وهذا من شأنه أن يسفر عن زيادة المعتمرين من 5.3 ملايين مسلم أواخر عام (1429ه) إلى نحو 10 ملايين بحلول عام 1440ه. د. عبدالله المشعل