رغم أن عائشة عاشت كل حياتها في أحد أحياء منطقة سبتة الاسبانية الواقعة في القارة الافريقية، الا انها تقول الان انها مستعدة للرحيل الى سورية التي تمزقها الحرب. وتقول عائشة وهو اسم غير حقيقي لهذه المرأة التي ترتدي الحجاب الاسود وهي ام لاربعة اطفال "انا مستعدة للذهاب والعيش مع عائلتي مع(داعش) في سورية، واذا سقط زوجي في القتال هناك، فانني ساقبل بذلك". ومنطقة البرنسيبي التي تعيش فيها عائشة في الجيب الاوروبي البالغ عدد سكانه 87 الف نسمة على طرف المغرب، معروفة بصعوبة ظروف المعيشة فيها كما انها اصبحت منطقة يتنامى فيها التطرف. وداهمت الشرطة الثلاثاء عصابة للاشتباه بانها جندت 12 امراة عبر الانترنت وارسلتهن للانضمام الى تنظيم داعش المتطرف والعنيف الذي يسيطر على اجزاء واسعة من العراق وسورية. واعتقل خمسة من المشتبه بهم في برشلونةوسبتة ومليلية شرقا. واعتقل اثنان في المغرب بالقرب من الحدود مع سبتة. وبعد عشر سنوات من التفجيرات الارهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي ادت الى مقتل 191 شخصا في مدريد، يقول محللون في الشرطة واجهزة الامن ان المتطرفين المحليين بدأوا في الظهور في اسبانيا كما حدث في بريطانيا وفرنسا. وتقدر مصادر امنية بمئة عدد المتطرفين الذين يعتقد انه تم تجنيدهم في اسبانيا وارسالهم الى العراق وسورية. وذكر مصدر استخباراتي في الشرطة ان "التوجه الاحدث الان هو ان شابات يغادرن البلاد" للتوجه الى العراق وسورية. وفي اب/اغسطس الماضي اعتقلت الشرطة امرأتين احداهما من مليلية وعمرها 19 عاما والاخرى من سبتة وعمرها لا يتجاوز 14 عاما، اثناء محاولتهما العبور من مليلية الى المغرب والتوجه بعد ذلك الى سورية على ما يبدو. وقالت فيرونيكا ريبيرا المعلمة في مدرسة البرينسيبي الثانوية "طالباتي قلن لي ان العديد من الشخصيات السورية حضروا الى هنا للتحدث اليهن". واضافت "نحن نشاهد شابات يبدأن في ارتداء الحجاب او النقاب بين ليلة وضحاها .. ونحن نعلم ان هناك شخصا ما وراء ذلك يقوم بجعلهن متطرفات". وذكرت الشرطة ان خلية التجنيد التي تمت مداهمتها هذا الاسبوع كانت تتصل بالفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت وتتبادل الرسائل معهن قبل استدعاء من تختاره منهن للقاء المجندين وجها لوجه. وصرح مسؤولون سابقا ان احد اشهر المتطرفين في اسبانيا وهو محمد حمدوش التقى بالمرأة التي تزوجها عبر الانترنت وتوجهت الى سورية حيث تزوجا. وقد اشتهر حمدوش بعد ان نشر صورة له على موقع فيسبوك وامامه خمس رؤوس مقطوعة. وتقول السلطات في سبتة ان العائلات هناك ابلغت عن 15 مفقودا على الاقل يعتقد ان المتطرفين قاموا بتجنيدهم. ومن بينهم لبنى (21 عاما) التي فاجأت والديها باختفائها، بحسب مصدر استخباراتي. وقال المصدر الذي عرض صورة للفتاة ومعها حقيبة ملابس حمراء صغيرة "لقد نقلت ملابسها من المنزل قطعة قطعة، وبعد ذلك غادرت دون ان تبلغ احدا". والتقطت الصورة بكاميرا امنية في مطار ملقة الاسباني الذي يعتقد انها توجهت منه الى تركيا ومن هناك الى سورية. الأمن أثناء قبضهم على مشتبه به في حملة الاعتقالات بجيب مليلية (ا ف ب) وقد ازعجت مثل هذه الانباء سكان البرنسيبي. وقالت فاطمة سوهورا (42 عاما) "انا خائفة على اطفالي من المخدرات والجرائم وامورا اخرى"، الا انها لم تتجرأ على لفظ كلمة "المتطرفين". وبالنسبة لزعماء المنطقة فان الفقر الذي تعاني منه سبتة يجعل منها تربة خصبة للتطرف. وقالت اسماء محمد "لا يوجد عمل. الجيل الشاب لا يرى مستقبلا امامه.. والناس هنا سأموا الوصمة التي تلحق بهم، فالمنطقة ليست باكملها متطرفة". وتخشى السلطات من ان تصبح سبتة مليلية قاعدة استراتيجية للمتطرفين لشن هجمات في اوروبا بسبب الاحوال المعيشية للسكان والمعابر الحدودية مع المغرب. وقال مصدر امني "ما نخشاه ليس ما يحدث في المساجد .. بل نخشى من ان يقوم شخص بمفرده بقيادة سيارة وصدمها في حشد من الناس".